تحقيقات وحوارات
العون الانساني الدولي واشتراطات الابتزاز
الخرطوم: سودان بور
رسم ممثل برنامج الغذاء العالمي والمدير القطري في السودان”إيدي رو” مشهدا قاتما لمستقبل الامن الغذائي بالبلاد وأشار الي انعدام الأمن الغذائي في السودان مع التأكيد علي انه بات أمرا مثيرا للقلق، حيث تشهد البلاد أكبر عدد من الأشخاص الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي في التاريخ الحديث!
وقال خلال مخاطبته احتفالات يوم الأغذية العالمي 2022 الأحد إنه وفقا لتقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي فإن السودان من بين بؤر الجوع الساخنة التي تثير قلقا شديدا للغاية حيث يواجه ما يقدر بنحو ثلث السكان انعدام الأمن الغذائي. السودان هو أيضا من بين 48 دولة يعتبر الأكثر تضررا من أزمة الغذاء العالمية وفقا لصندوق النقد الدولي (IMF).
وأوضح إن جميع الأسر تنفق ما لا يقل عن ثلثي نفقاتها على الغذاء وحده تاركة القليل المتبقي لتغطية الاحتياجات الأساسية الأخرى بما في ذلك التعليم لأطفالها وأشار إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية بأكثر من 140%
امام هكذا اوضاع مأساوية يتساءل الخبراء عن السبب وراء هذه الازمة! ومن هم الفاعلين الرئيسيين الذين اوصلوها الي هذه الحدة لتصل لهذه الصورة القاتمة؟
يرى كثير من المراقبين ان توقف الاعانات الدولية وقطع صناديق التمويل العالمي لمنحها المبرمجة مع حكومة السودان نتيجة للتحولات السياسية الجارية فيه والتي تعتبر شأنا داخليا لا يجب معها توقف هذه المنح او حتي اشتراطها باتباع تعليمات عواصم القرار العالمي! والتي اتضح فيما يبدو انها كانت منح مشروطة بدليل مسارعة أمريكا وادواتها من صناديق الغوث والتمويل العالمي بتجميد كل البرامج الاقتصادية المتفق عليها مع حكومة السودان نتيجة قرارات الخامس والعشرين من اكتوبر العام الماضي!
الامر الذي أكد ارتباط المعونة الانسانية لدى دول الغرب لا تقيم التكافل الانساني ولا بمبادئ القانون الدولي وشعاراته الرنانة! وانما بمدى ارتباط البلدان الممنوحة بالمحاور الغربية الامريكية! وقربها من الخضوع لسياساتها واجندتها الدولية من مصالح هذه الدول دون مواربة او غطاء اخلاقي قيمي وقانوني وفق معايير هيئة الامم المتحدة التي تعتبر اكبر ادواة الغرب في التحكم والسيطرة تحت شعارات الاخاء الانساني والتكافل الدولي! ودليلا ساطعا علي ان الغرب؛ وهو يدعي اغاثة هذه الدول لا يهمه حقيقة اوضاع مواطنيها بقدر مايهمه في الحقيقة؛ تنفيذ اجندته ومصالحه الذاتية! دون مراعاة لاوضاع الشعوب التي تعاني ويلات الجوع والفقر والفاقة، وشح الموارد التي تعتبر دول الغرب سببا رئيسا فيها من خلال نهب الموارد الذي ظلت تمارسه منذ ايام الاستعمار المباشر وحتي ازمان الاستعمار الحديثة مرحبا من خلال الوكالة وصناعة العملاء والحكومات الموالية التي تخضع لتوجيهات عواصم القرار الدولي!
هكذا يمضي العالم الآن دون اي لمسة اخلاقية او مبدئية كما هو معلن من شعارات براقة تطلقها الامم المتحدة والهيئات الدولية الاخرى بقصد التدخل في الشؤون الداخلية لدول العالم الثالث بقصد ضخ مواردها تحت عناوين انسانوية عصرية جاذبة! مع القاء بعض الفتات المتبقى والذي يتم حرمانها منه اذا ابدت اي نوع من المقاومة في شكل استقلال الارادة من خلال نواياها باستثمار مواردها لمصلحة شعوبها او الاستفادة في توظيف ثرواتها بعيدا عن مصالح الغرب وادواته في المنطقة! فيتم تدميرها من خلال شاكلة هذه الدراسات التي تعمل علي تخويف الشعوب وتهيئتها لخلق قابلية نفسيية لدى شعوبها بافساح المجال لوجود هيئاتها ومنظماتها لممارسة مزيد من نهب الثروات تحت مظلة العون الانساني الفتات!