سياسة
واشنطن تغازل حميدتي وتدعم المصالحات في دارفور
الخرطوم: سودان بور
أعلنت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية (مولي فيي) مساندتها وتشجيعها للجهود التي يقودها نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو وعضوي المجلس الهادي إدريس والطاهر حجر لعقد المصالحات بين المكونات القبلية في دارفور والمساعدة في العودة الطوعية للنازحين وحشد الدعم الإنساني وتوفير الإحتياجات الضرورية.
وقالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي في تغريدة على تويتر: (لقد شجعت مبادرة قادة دارفور في غرب دارفور لدعم المصالحة المحلية والعودة الطوعية للنازحين وزيادة حماية الدولة وتعبئة الموارد لمساعدة ضحايا النزاعات). ووصفت مولي تخريج قوات حفظ الأمن، بالخطوة المهمة لحماية المدنيين. وأكدت وقوف واشنطن إلى جانب أهل دارفور والإلتزام بمساعدتهم على تحقيق السلام المستدام والمشاركة الكاملة في التحول الديمقراطي في السودان.
وكان نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، قال في خطابه خلال تخريج دفعة من قوات حماية المدنيين بالفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور أن المجتمع الدولي كان شريكاً أساسياً في السلام الذي تحقق إلا أنه لم يفي بتعهداته تجاه عملية السلام بالرغم من علمه بالظروف التي تمر بها البلاد. ودعا حميدتي جميع أشقاء وأصدقاء السودان في المحيطين الإقليمي والدولي إلى تقديم المساعدة للشعب السوداني. كما تقدم بالشكر لبعض الدول الشقيقة التي قدمت الكثير من الدعم لبلادنا. وأضاف: (نأمل أن يتواصل هذا الدعم للمساهمة في برامج إعادة النازحين).
وقال الخبير والمحلل السياسي عصام حسن أن إشادة أمريكا والمجتمع الدولي بجهود حميدتي أثبتت أن النائب له تأثير كبير في المعادلة السياسية والأمنية محلياً وإقليمياً ودولياً. وأكد عصام أن واشنطن والأمم المتحدة عبر رئيس يونيتامس فولكر بيريتس غيرت من نظرتها لحميدتي والمكون العسكري ككل، بعد أن رأت أن شباب التظاهرات ومن يدفعونهم للمواجهات لا يملكون مقومات القيادة ولا كيفية إدارة حكم البلاد. وأضاف عصام أن واشنطن تبحث الآن عن فاعلين حقيقيين لإدارة حوار جاد، يقود البلاد إلى التحول الديمقراطي عبر إنتخابات حرة ونزيهة ترسم مستقبل السودان برؤية ثاقبة بعيداً عن الأجندة والمؤامرات.
وقال خبراء ومحللون سياسيون أن خطاب دقلو في الفاشر، أشار إلى نقطة مفصلية أيقظت المجتمع الدولي من سبات عميق، وجعلته يهرول تجاه التأكيد بأنه سيفي بتعهداته لأجل تحقيق السلام. وأكد الخبراء أن دقلو قال في أكثر من خطاب أن الشعب السوداني قادر على حل مشاكله دون تدخلات خارجية، لعلمه بأن كثير من الوعود من المجتمع الدولي لا يتم تنفيذها إلا بإشتراطات وتدخلات غير مرغوب فيها.
وأضاف الخبراء: (الوعود الأمريكية دائماً مبطنة وخبيثة وترمي دوماً إلى مصالح ذاتية وهو ما عرفه العالم بعد كثير من التجارب معها. فهم ليس لديهم معيار وقواعد ثابتة وهم في كل دولة يذهبون مع الأنجح والأقوى ولا يأبهون للصداقات ولا يلقون بالاً للتحالفات القديمة).