سياسة
الأحزاب السياسية… إنقسامات وتشظي حول قراءة خطاب البرهان
الخرطوم: سودان بور
حذر عدد من الخبراء من حالة التشظي التي تسيطر علي الاحزاب السياسية بما يهدد الممارسة السياسية بالبلاد
حيث تباينت ردود أفعال القوى السياسية إزاء خطاب رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان بعد إعلانه عدم مشاركة المؤسسة العسكرية في الحوار الوطني وإفساح المجال لتشكيل حكومة مدنية، فيما اقترحت حكومة الظل إعادة عبدالله حمدوك رئيسا للوزراء.
وقال البرهان في تصريحات بثّها التلفزيون إنه تقرر “عدم مشاركة المؤسسة العسكرية في المفاوضات الجارية حاليا (الحوار الوطني) لإفساح المجال للقوى السياسية والثورية.. وتشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية المستقلة تتولى إكمال الفترة الانتقالية
وتوقع القيادي بائتلاف الحرية والتغيير عروة الصادق، أن يكون المجلس الأعلى للقوات المسلحة فوق السلطة المدنية، وقال إن هذا أمر غير مقبول.
وأشار الصادق، في تصريحات لوسائل إعلام محلية إلى أن حديث البرهان قُصد به خلط الأوراق وازدياد صوت التشاكس المدني ــ المدني أو تصاعد أصوات القوى المؤيدة للجيش.
وأضاف أن الخطاب لا يمكن أن يحدث اختراقا لحل الأزمة السياسية وإبعاد الجيش عن السلطة بصورة نهائية، مما يحتم على القوى المدنية الإسراع في التوصل إلى كيفية إنهاء الانقلاب.
وبدوره، رأى القيادي في تجمع القوى المدنية مدني عباس مدني، أن الخطاب لا يبتعد عن محاولات الجيش لتحويل الصراع من حقيقته كصراع بين معسكر التحول المدني الديمقراطي ومعسكر الانقلاب عليه.
وقال مدني عبر حسابه على فيسبوك إن البرهان يُريد إقناع السودانيين والعالم بوجود صراع بين القوى السياسية المدنية، وأن الجيش يترفع عن هذا الأمر، رغما عن الحقيقة المتمثلة في أن الانقلاب تقوده الأطماع العسكرية والاقتصادية إضافة إلى النظام السابق المتغلغل في مؤسسات الدولة”.
وأضاف “الخطاب تكتيك سياسي، كما أنه لا يُعبد الطريق أمام التحول الديمقراطي ولا يقود لانتخابات نزيهة، وهو محاولة لذر الرماد في عيون الداخل والخارج بما يتيح الخروج الظاهري للنظام السابق، ليصبح الأمر بدلا عن المحاسبة يكونوا لاعبا سياسيا جديدا”.
وفي المقابل رحب حزب الأمة بزعامة مبارك الفاضل، بقرارات رئيس مجلس السيادة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، التي قرر فيها الانسخاب من حوار الآلية الثلاثية والابتعاد عن السياسة. وطالب الحزب في بيان ، بحوار سوداني_سوداني بعيدًا عن الحوار “المأزوم” الذي ترعاهُ الٱلية الثلاثية والتي “أصبحت جزءا من الأزمة
ومن وجهة نظر القيادي في حزب الأمة القومي الصديق الصادق المهدي، فإن خطاب البرهان يتصف بأهمية كبيرة، وينبغي إخضاعه للدراسة على مستوى مؤسسات الحزب وتحالف الحرية والتغيير، ويقول للجزيرة إن ما أثاره القائد العام للجيش يحمل إشارات سلبية وأخرى إيجابية ويستلزم تعاملا موضوعيا، خاصة أن البرهان تحدث عن دور جديد للجيش، بما يعني الاستجابة لمطالب الثورة والشارع.
ويرى المحلل السياسي محمد السناري ان الاحزاب السياسية تعاني من انعدام التوافق ووحدة الرؤية المستقبلية وان اتفقت بعضها في مرحلة آنية سرعان ما تنهار مستقبليا،وحذر السناري من مالات خطيرة ما لم تتفق القوي السياسية علي ثوابت وطنية تحفظ الامن والاستقرار