سياسة
الامم المتحدة ومداعبة الذات!!دعوة المجتمع الدولي لتمويل السودان!!
الخرطوم: سودان بور
استغرب كثير من المراقبين الدعوة التي اطلقتها الامم المتحدة للمجتمع الدولي بضرورة تمويل السودان! ولم يكن الاستغراب والدهشة العنوان الابرز لهذه الدعوة لولا علمنا جميعا ان الهيئةَ الاممية هي من ابتدرت تجميد مساعداتها للسودان بعد قرارات قائد الجيش السوداني في الخامس والعشرين من اكتوبر الماضي! ثم تبعتها كل المنظمات والهيئات الدولية والاقليمية وبعض دول عواصم القرار العالمي!
ومنهم امريكا التي جمدت مساعداتها التي كانت مبرمجة للدفع والتمويل وهاهي الان تهدد وتعمل علي تقليص مساعداتها!
ويقول الواقع ان السودان لم يتاثر كثيرا بالمواكب او الصراع السياسي الداخلي اكثر من تأثيره بتجميد المجتمع الدولي لمساعداته وايقاف العمل علي برنامج الغاء ديونه ضمن الدول المثقلة بالديون “الهيبك”
نعم؛ الصراع والانقسام السياسي يؤثر علي البلاد ولكن الانهيار الاقتصادي له الاثر الاكبر في اضعاف قدرة البلاد وشل حركتها تماما حتي كادت التوقف وانها بسبيلها الي الانهيار الكامل وربما التقسيم والتفتيت!
هل عرفنا منبع الدهشة والاستغراب؟! الامم المتحدة هي اول من سحب الدعم
وأدى ذلك الى الانهيار الاقتصادي بعد ان عكست سياسات الحكومة المالية القاسية زيادة في مؤشرات النمو واستبشر المواطنون خيرا بجني ثمرات صبرهم المرير؛ فاذا بالامم المتحدة تقوم بابتدار تجميد الدعم والمحاصرة الاقتصادية! وذلك مما لاشك فيه مثل حافزا اضافيا لزيادة الاضطراب السياسي وتأجيجه وبعد ان وصل الامر مداه وقاربت البلاد الاحتراق الكامل؛ وجهر المواطنون بان الهيئة الاممية وبعثتها من الاسباب الرئيسة في اضرام لهيب الأزمة السياسية وان الامم المتحدة نفسها هي مساهم كبير في ازمة السودان (بعد كثرة الوعود وعدم التنفيذ)
ومن ثم لجأت الي التصريحات الرنانة، من أجل اكتساب شعبوية جماهيرية آفلة وآيلة الي زوال؛ لتبدأ الحديث الآن عن الدعم المطلوب للسودان ، وضرورة ذلك! في حالة اشبه بمناجاة الذات! اذن من الأولى بمخاطبة فك تجميد المساعدات؟ ترى هل يخاطبون انفسهم ؟!