تحقيقات وحوارات
تهميش وإهمال الحكومات السابقة لقبائل الهوسا سبب مجازر رهيبة في النيل الأزرق
تهميش وإهمال الحكومات السابقة لقبائل الهوسا سبب مجازر رهيبة في النيل الأزرق
الخرطوم: سودان بور
اندلعت في التاسع من الشهر الجاري اشتباكات بين قبيلة الهوسا و قبيلة البرتا في ولاية النيل الأزرق الحدودية مع إثيوبيا واستمرت حتي 17 من نفس الشهر، مما أدى إلى مقتل 105 شخصًا بحسب ما أفاد به وزير الصحة أمس الأربعاء، وكان سبب هذه الاشتباكات نزاع حول أراض زراعية بين قبيلتي البرتا والهوسا، وهي قبيلة معروفة بأنها واحدة من أكبر القبائل في إفريقيا ويصل تعداد سكانها في السودان بحوالي 3 ملايين شخص ويعيش أفرادها في مناطق مختلفة في السودان.
وحسب تصريحات لأحد أعيان قبيلة الهوسا فإن مشكلة النزاع علي الأرض والماء ليس هو السبب الحقيقي لنشوب هذه المجزرة الرهيبة، وإنما تكمن المشكلة الكبرى في تهميش السلطات والحكومات السابقة لمطالبنا كسودانيين يحق لهم العيش كباقي الشعب السوداني، حيث تعاني قبيلة الهوسا من تهميش قديم يمتد تاريخه إلي حكومة البشير وينتهي إلي وقتنا الحالي.
وعلق خبراء سياسيون أن الإضطهاد الكبير الذي عانته قبيلة الهوسا من طرف الحكومات السابقة انطلاقا من حكومة البشير إلي حكومة حمدوك هي السبب الرئيسي في اندلاع هذه الأحداث الدامية، حيث تفتقر القبيلة لأبسط ظروف الحياة، كما لم يُسمح لها قط بالمشاركة في الحياة السياسية في البلد، وليس هذا وحسب بل أنها لا تملك حتى الحق في تعيين أشخاص منها في الإدارة الأهلية أي سلطة محلية تشرف على استخدام الأراضي والمياه ، ولولا هذا الإهمال والتهميش الذي مارسته الحكومات السابقة ضد هذه القبيلة لما انفلتت الأوضاع في ولاية النيل الأزرق.
وتطالب الآن قبيلة الهوسا في حل مشاكلها والنظر إلي طلباتها في تشكيل سلطة محلية في المنطقة التي تقطنها في ولاية النيل الأزرق وذلك لتفادي مشاكل النزاعات حول الأرض والماء مع القبائل الأخري.