تحقيقات وحوارات
الإجراءات الجنائية في حوادث مقتل المحتجين في طاولة التشريح
الخرطوم: سودان بور
دونت شرطة الاوسط بامدرمان بلاغا بالمادة 130 القتل العمد ضد محامي الطوارئ صالح بشرى علي خلفية مقتل الثائر غيمة في احداث صينية الازهري بامدرمان يوم الخميس الماضي، وتعتبر هذه المرة الاولى التي تقوم بها الشرطة باتخاذ مثل هذه الاجراءات في مواجهة القتل الذي يحدث في التظاهرات او محيط المنطقة التي تشهد الاحتجاجات ، وكان محامو الطوارئ اصدروا بيانا يدينون فيه حادثة توقيف المحامي صالح بشري وكشف بان المحامي قام بالابلاغ عن استشهاد الشهيد ابوبكر غيمة وباشر اجراءات اورنيك 8 والتشريح وهو مادرج محامو الطوارئ علي القيام به منذ انطلاقة مواكب ما بعد 25 اكتوبر الماضي وتتبعهم للاجراءات القانونية المتعلقة بالشهداء
واعتبر عدد من الخبراء والمختصين ان اجراءات الشرطة تظل قانونية ضمن اطار التحري القانوني ، وخاصة ان الوفاة تمت في ظروف غامضة تحتاج الي تدابير خاصة في حوادث القتل واورنيك ثمانية هو عبارة استمارة جنائية تستخدمها الشرطة صادر بموجب قانون القومسيون الطبي والغرض منه اثبات الاذي من المعاينة الاولي للطبيب، ومهمة هذا الاورنيك تكمن في توضيح واثبات الاذي الظاهر علي المصاب او المجني عليه اما الاذي الداخلي قيترك للطبيب المختص ، ويعتبر اورنيك ثمانية مكملا للقانون الجنائي وتقوم الشرطة باستخدامه في حالات المجني عليه الذي يتعرض لحادثة جنائية سواء كانت حادثة بسيطة او بالغة الخطورة ، ويستخدم اورنيك ثمانية ايضا في حالات الوفيات غير الطبيعية
ويرى خبراء ان التحقيق الجنائي، أو ما يسمى بالتحقيقات الأولية، عندما يكون هناك ما يدعو إلى الاشتباه في أن جريمة اُرْتُكِبَت، وتكون الجريمة خاضعة للاتهام ضمن اختصاص الادعاء العام. وخلال التحقيقات الأولية، يتم التحقيق في من هو الشخص الذي يمكن بشكل مبرر الاشتباه في ارتكابه للجريمة وما إذا كانت هناك أسباب كافية لمقاضاته / مقاضاتها أمام المحكمة
ويري المحامي الطيب سليمان ان كثير من حوادث القتل التي ارتكبت في المواكب في فترات سابقة شابها الكثير من الغموض ولاسيما ان هناك اشكلات كبيرة في تحديد اسباب القتل ومكان الجريمة ورسم مكان الحادث او ما يعرف بمسرح الجريمة ، وللاسف ان كثير من حوادث القتل لم يتم رصدها بدقة بما يفتح الباب لوجود طرف ثالث يتعمد قتل المتظاهرين من اجل الكسب السياسي واحراج الحكومة وكسب التعاطف الدولي
وعرّف مسرح الجريمة بأنه المكان الذي شهد وقوع الجناية أو الكارثة. فهو يشمل على العديد من الأدلة التي تسهل التحقيق الجنائي وتكثر الأدلة للاستدلال على ذلك الجاني الذي قام بالفعل.
وكما نلاحظ أن حدود مسرح الجريمة تحدد من قبل الشرطة من خلال وضعهم لشريط يشكل المحيط عند وصولهم للمكان الذي حدثت به الجريمة كشكل أولي وبدائي، ويمكن أن تتغير حدود مسرح الجريمة بتغير الأحداث وتطورها حسب تقييمها من قبل المحققين. وإذا اكتشف مسرح جريمة ثان او ثالث يتم التعامل معهم كلٌ على حدة أي بشكل مستقل عن الآخر
واشار سليمان الي حالات يمكن أن تؤدي إلى سوء تفاهم عند قيام شخص مهمة ليست من اختصاصه، وهذا أكيد سيؤثر على الأدلة إن وجدت في مسرح الجريمة.
إشراك عدد من الأشخاص غير المختصين يؤدي إلى خطر فقدان الأدلة أو إضرارها.