سياسة

هل فارق الشيوعي الماركسية؟

الخرطوم: سودان بور
صرح حزب الامة بأن التحالف الجذري يوسس للماركسية! ويرى كثير من المراقبين ان الحزب الشيوعي السوداني منذ مدة اصبح لا علاقة له بالماركسية اللينينية او النظرية الفلسفية للشيوعية نفسها بتصريحات قادته وطبيعة تكوينه الاثني في مجموع قيادته المركزية وضرورة المناطق التي يجب ان يكون منها سكرتيره العام! بجرد بسيط نستطيع معرفة التكوين الاثني الذي يخالف الماركسية وما تدعو اليه! فضلا عن قياداته ورموزه التي اصبحت تنافس الرأسمالية والنيوليبرال في خدمة المؤسسات الدولية التي تعتبر التجلي الاقبح للليبرالية في ابشع صورها؛ بينما كوادره الوسيطة والمتقدمة من العاملين النشطاء في هذه المنظمات وربما كما يظن البعض حتي تمويله يأتي من هذه المنظمات!
ليس هنالك مايربط التحالف الجذري بالماركسية سوى الادعاء العريض الذي يتخذ من الماركسية اداة للتوظيف من اجل استمالة البسطاء او لربما من خلال الكتل والمنظمات التي تمثل في حقيقة الامر واجهات للحزب نفسه كنا في حالة تجمع المهنيين المنشق عن قيادته التاريخية! او بعض الكتل والتيارات التي يقودها من عرف سابقا بانتمائه للحزب كما لدى حركتي الحلو وعبد الواحد نور! اذا تناولنا خلفيات الكتل والاجسام المشاركة سوف نجدها اما واجهات للحزب الشيوعي؛ او كتل اتخذت الماركسية جزء من المانفستو الخاص بها او كتل اغلب عناصر قياداتها كانت تنتمي للحزب الشيوعي سابقا!
ويرى المراقبين ان الحزب الشيوعي السوداني احد اكثر الاحزاب السودانية راديكالية وماضوية لم يطور من وعيه الذي تجاوزه الزمن فقد امتاز الشيوعي بماضوية رجعية جعلته منغلق علي نفسه دون ادنى تغيير سواء علي مستوى التطور الفكري او القيادات التي ماتزال متشبثة حتي بلغت من العمر عتيا وسجنت فكر الشباب المتطور داخل قمقمها او فصلته او عرضت الحزب للانقسام والتشرزم!
وليس بمقدور الحزب الشيوعي بهذه العقلية المنغلقة استمالة الشارع او التاثير الفاعل في الساحة السياسية سوى عزل نفسه والعمل من خلال الدسائس والمؤامرات لمايجده من رفض واسع وسط المواطنين ولجان المقاومة ولا ننسى سبب فض اعتصام الجودة الذي كان بسبب تدخلات الحزب وهو لن يصلح سوى لاحداث الفوضى وارباك المشهد السياسي عله يجد بذلك ثغرة للانزلاق من خلالها لدسك السلطة ولو بواجهات وأسماء مستعارة برع وتفنن في ابتكارها وتوظيفها من اجل غاياته ومصالحه الذاتية بعيدا عن الماركسية اللينينية او هراء الفكر الماركسي الذي يؤكد الواقع عدم ممارسته له او الاهتمام به الا في اطار التوظيف!
يعتقد كثيرون ان الحزب الشيوعي السوداني لم يتعلم من واقع العمل السياسي او تجربته الذاتية في ذلك بحيث يحاول اعادة نفس التحالف الذي تم سابقا مع الحركة الشعبية الام بقيادة قرنق الذي تخلى عنهم في اول بادرة لتحقيق مايراه من مصالح خاصة بالحركة دون الرجوع لحلفائه الذين لم يرى فيهم سوى وسائل لتحقيق اغراضه السياسية! واليوم يفعل الحزب تماما مع الحلو ماتم سابقا مع قرنق! وهي الصيرورة الوحيدة التي اصبح يجيدها الحزب وهي تكرار الفشل في عمله السياسي! الذي اصبح في وعي الكثيرين لا يعني سوى خلق الفوضى!

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق