منوعات

إمتداداً لتساقط النجوم د. عبد المطلب الفحل يرحل بعد أن “تحكر” في قلوبنا

الخرطوم: رمزي حسن
إمتداداً لتساقط نجوم الإبداع والإعلام رحل في صمت وإنهد بذلك أحد أركان الإعلام في بلادنا، رجل أصبح يعرف به أهل الإعلام والثقافة والإبداع، وشخصية تمثل توثيق لحقب محتلفة لإبداعنا وإعلامنا في السودان الهرم الإعلامي الدكتور عبد المطلب الفحل، الذي “تحكر” في وجدان، وهو أحد الشخيات التي تمثل رموزنا الوطنية والإبداعية، ويشهد له التاريخ أنه وثق لتاريخنا السوداني عبر برنامجه الزائع الصيت ” دكان ود البصير”، ورجل كان حاضراً عبر أعظم منصة إعلامية يحبها أهل السودان والتي ساهمت عبرهم في التوثيق لتاريخنا وثقافتنا وإبداعنا على مختلف المشارب، وبهم وعبر هذه المنصة ساهموا مساهمة كبيرة في توحيد وجدان أهل السودان عبر الإذاعة السودانية بإعتبارها البوابة الوحيدة – آنذاك – التي لم يعرف عن تاريخ السودان وثقافته الا عبرها، وهو أحد عرابها الذين لعبوا هذا الدور، ولم يقف دورهم عند التوثيق للحياة السودانية فقط بل كان حاضراً مع المجتمع السوداني يناقش قضاياهم ويقتسم معهم الفرحة “على الخط”، ورحيل هؤلاء ومواتهم كالأشجار تموت واقفة ، رحل وفي معيته آلاف القيم والعادات والتقاليد كجزء أصيل من سماء تاريخنا الثقافي الوطني كهذا الرجل الامة الذي يمتلك كل فنون الثقافة والإبداع، فضلاً عن طريقة العرض المحببة حيث كانت له طريقته التي يعرف بها ، ففي كل برنامج كان يتفوق على نفسه، فكان معداً حصيفاً ومقدماُ متميزاً
رحل المثقف في الدين والثقافة والأدب والفنون والمديح، لاسيما مدي ود حليب وحاج الماحي، أفل نجمه كأفول القمر وتساقط ككسوف الشمس في دنيانا ليختاره الله لحياة البرزخ.
سيرة ومسيرة
هو من مواليد العام 1942 بمنطقة الزومة محلية مروي، ودرس المراحل الأولية والأسطى بالزومة، ثم المعهد العلمي بنوري، ثم الثانوي ببورتسودان، وتخرج في جامعة القاهرة فرع الخرطوم بكلية الآداب من قسم اللغة العربية. وحضر الدراسات العليا الماجستير من جامعة القرآن الكريم
في (الأداء اللغوي في نشرات الأخبار في الإذاعة السودانية). والدكتوراة من جامعة أم درمان الإسلامية عن (اللغة العربية ما بين الفصحى والعامية في الإذاعة السودانية).. تطبيقاً على برنامج لسان العرب للأديب الراحل فراج الطيب، ودراسات في القرآن للدكتور عبد الله الطيب.
عمله
دخل عبد المطلب للإذاعة السودانية في عام 1978م عندما تم نقله لمدرسة عطار الثانوية بنين بأعالي النيل، ورفض الذهاب نسبة لولعه بكتابة الدراما والمسرح والإذاعة وحبه للمسرح وإجادته للتمثيل منذ صغره، حيث أصرت وزارة التربية والتعليم على نقله، وتدخل الأستاذ بابكر أحمد كابوس- وهو عضو في مجلس الآباء بالمدرسة في بحري ويعمل بوزارة الثقافة والإعلام- ووجهنه بأن ينتقل لوزارة الثقافة والإعلام، تمت إجراءات نقله وتم تعيينه في الإذاعة السودانية. وقدم في الإذاعة برامج صغيرة ومسلسلات للإذاعة في السبعينيات، وأول مسلسل إذاعي (منو الكتل صديق)، وآخر يتكون من خمس عشرة حلقة (حكاية النعمة بت وراق)، ثم برنامج (دكان ود البصير) كبرنامج كبير، ومازال مستمراً، وقد بلغت عدد حلقاته الف وثلائماثة، وهو من البرامج الدرامية وبرنامج (أهلاً وسهلاً) و(الهجرة إلى الله) استمر (12) عاماً، وبرنامج (على الخط) الذي قدمه للجمهور. ثم عمل محاضراً في جامعة أم درمان الإسلامية وأحيل للمعاش في2003، يعمل حالياً محاضراً بجامعة المشرق ببحري، ومتعاون في الإذاعة ببرنامج (دكان ود البصير).

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق