رأي

عمار النور يكتب في شواهد ومشاهد : ملابسات سفر وفد مكونات الشرق لأسمرا

بقلم: عمار النور
على خلفية دعوة اسياسي افورقي رئيس دولة أريتريا لقيادات أهلية بشرق البلاد لمفاوضات أطراف النزاع بين مكونات الشرق ومنع السلطات السودانية القيادات المدعوة للدخول لاريتريا بالبر عبر الحدود بولاية كسلا وإبلاغ السلطات السودانية لاريتريا رفض الحكومة السودانية لإقامة مؤتمر باسمرا لحل مشاكل الشرق بحجة عدم اتباع الخطوات القانونية والأعراف الدبلوماسية ودون إخطار المركز وبغض النظر عن الأسباب والمسببات التي حالت دون قيام مفاوضات اسمرا إلا أن أريتريا ومنذ اندلاع الثورة السودانية وبعد توقيع اتفاقية سلام جوبا التي أثارت قضية الشرق ظلت أريتريا عبر رئيسها اسياسي افورقي تحاول باستمرار التدخل في الشئون الداخلية للبلاد عبر بوابة الشرق ولها أهداف مخابراتية وأجندات ومطامع تريد تحقيقها وأهمها الاستفادة من موارد الشرق إذا كانت في ساحل البحر الأحمر او الموانئ البحرية أو استنزاف موارد البلاد عبر الحدود كل هذه المغريات تجعل أريتريا في الخط وخاصة بعد الصراع والمحاولات المعلنة والسرية لدولة الامارات التي حاولت مرارا وتكرارا وضع يدها على مؤاني البحر الأحمر والاستفادة من الساحل في السياحة والتسويق بجانب أيضا الصراع الروسي الأمريكي في أنشاء القاعدة العسكرية الروسية في البحر الأحمر بجانب توتر العلاقات من فترة لاخري بين السودان والجارة اثيوبيا كل هذه التداعيات جعلت اسياسي افورقي أن يطمح في خيرات البلاد وظل يعمل عبر المخابرات الاريترية في الإقليم الشرقي ومنذ بداية الثورة عمل مع قوي الحرية والتغيير وفتح معها خط وصولا لتحقيق أهدافه وأول محاولاته كانت ترشيح ولاة يتبعون للمخابرات الاريترية ومشكوك في سودانيتهم ليكونوا ولاة علي ولايات القضارف وكسلا والبحر الأحمر وسرعان ما تبددت أحلامه عندما قطع الناظر ترك رئيس المجلس الأعلى لنظارات البيجا الطريق أمامه باعتراضه علي تعيين حمدوك ل صالح عمار وليا لولاية كسلا عندما احتج على التعيين ورفضه جملا وتفصيلا وقاومة حتي أجبر حمدوك علي اعفائه ومنذ ذلك الوقت افورقي يعمل لصالحه في الشرق وبعد ذهاب حمدوك وحكومة قوي الحرية والتغيير تأتي هذه المحاولة للمرة الثانية ويريد أن تكون هذه المرة عبر الناظر ترك والقوي الحية بشرق البلاد ليوطد علاقاته ويضمن مصالحه بمعزل عن الحكومة الاتحادية والمكون العسكري الحاكم الآن في السودان وهو يريد الوصول سريعا وباقرب الطرق ولكن هذه المرة أيضا قطعت الطرق أمامه الحكومة السودانية وظل افورقي مواقفة اتجاة السودان غامضة وليست واضحة وخاصة موقفه من سد النهضة الأثيوبي المتنازع عليه بين إثيوبيا والسودان ومصر وموقفه من الصراع السوداني الأثيوبي على الحدود السودانية الإثيوبية وافورقي لم يشجب ويدين حادثة قتل القوات الإثيوبية.لسبعة أفراد من القوات المسلحة السودانية ولم يعلن يوما ما تضامنه مع مواقف السودان في مفاوضات سد النهضة الأثيوبي التي لا زالت متعثرة وكذلك افورقي لم يطلب التوسط في الأزمة السياسية السودانية وجمع الفرقاء السياسيين بالبلاد كل هذه المواقف المخزية والمغروضة والغير واضحة تجعل افورقي رئيس دولة أريتريا ليس مؤهلا للتوسط لجمع الصف بين مكونات الشرق وليس محل ثقة لذلك ولو كانت كيانات الشرق وقياداتها لها من الكياسة واللباقة وتجيد فن السياسية وتقرأ مجريات الأحداث الإقليمية والدولية والمحلية قراءة صحيحة لرفضت وساطة افورقي وسفيره في الخرطوم لمواقفه السالبة اتجاة البلاد وعمله في الظلام والاصطياد في الأجواء العكرة واستقلال الأجواء السياسية بالبلاد وحالة السيولة الأمنية وتكالب اعداء السودان بالداخل والخارج ووجود العملاء بداخل البلاد يريد افورقي وضع يده وفرض نفسه في قضية الشرق ومن أهدافه الباطنة تقسيم الشرق وتفتيته وإعلان انفصاله ليكون له اليد الطويلة في التدخل وتقديم الدعم والاستفادة من الموارد ولو كان افورقي صادق ويريد الوساطة والإسهام في حل قضية الشرق بصورة رسمية كان عليه أن يحضر للخرطوم ويقابل رئيس مجلس السيادة ويخطره بمبادرته ومن ثم يعلن التوسط علي أن يكون التفاوض من داخل عاصمة البلاد الخرطوم ومعلنه وبحضور السلطات السودانية الرسمية وأجهزة الإعلام والصحافة المحلية والعالمية والإقليمية ولكن افورقي يريد وساطة في بلده للوصول لا تفاقين اتفاق ظاهري يعلن فيه انتهاء أزمة الشرق واتفاق باطني وغير معلن يحقق فيه مكاسبه ومطامعه والذي يفوت على افورقي وسفيره أن شعب السودان زكي ولامح يفهم في السياسية ما لا يفهمه افورقي وحكومته وأن الحكومة السودانية لا زالت تتمتع بحس أمني عالي وأن الدبلوماسية السودانية واعيه وتعي ادوارها وتقراء ما يدور من أحداث في العالم العربي والافريقي وأن الأجهزة الأمنية واعيه وحامية لهذا البلد المستهدف منذ استقلاله وحتى اليوم …

أخر المشاهد

شكرا اسياسي افورقي لوساطتك المغروضة وعلي كيانات الشرق المتنازعة أن تعي جيدا الحلول تكمن في الداخل وليس بالخارج وأن قضية الشرق قضية شئؤن داخلية بحته وحلها عبر التفاوض الداخلي بالتشاور مع الحكومة السودانية وأن أي حلول خارجية تصحبها أجندات خارجية وأن التدخلات الخارجية تفتك بالبلاد وتزعزع امنها واستقرارها …

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى