رأي

كتب مهدي عبد القادر الجمل: بوح بمداد الوجع عن فقيد الفئة المستضعفة د. عز الدين إبراهيم

بوح بمداد الوجع عن فقيد الفئة المستضعفة د. عز الدين إبراهيم
كتب مهدي عبد القادر الجمل
[عزو حليب بارد] ..
ورحيل الملاك..
•••••••••••••••••••
مهدي الجمل
•••••••••••••••••••••
عندما يعلق د. عثمان البدوي علي أحد منشوراتي فهذا يعني عندي أني قد بلغت ذِروة التفوق وقد أشبعت فيه نهم التذوق وهذه شهادة تساوي لدي شهادات كل الجامعات..
كان الدكتور عثمان البدوي قد علق علي منشور لقائي الأخير بدكتور عز الدين وأردف توجيها واضحا خصنا فيه أنا والأخ عجاج بضرورة تكريم الدكتور الراحل..وعندما يصدر التوجيه من دكتورنا المبجل يصبح أمرا واجب التنفيذ علاوة علي رغبتنا نحن الملحة لفعل ذلك..الرغبة المولودة أصلا في حبنا الخرافي للحبيب الأحب… عز الدين…لكن…
..بينما نحن نخطط كان المُخَطِطُ الأزلي الأعظم قد أصدر قراره النهائي والذي لا رجعة فيه..
..المَلِكُ عندما يصدر أمره للمَلَكِ فإن الأخير لا يملك سوي الإنصياع..ثم تفننت الوسائط في نقل الخبر والنعي وتعددت البكائيات حتي لا تكاد الصفحات تخلو فعزيز قوم غادر بلا رجعة وسيد أهله قد عانق بقدر محتوم تراب أبي جريد..وبُهِتَ الجمل وأُلْجِمَ فصمت.
… الحديث عن د. عز الدين في وداعه الأبدي لا يكون هكذا عفو الخاطر.. ..فأنت لا تكاد تستبين حرفا والدمع يملأ المقل والوجع ينهش الفؤاد والقلب موجوع مفجوع…
إن هيبة دكتور عز الدين كانت تكمن في أدبه..وإن إحترام الناس له يستنطقه بغضيض طرفه.. يطمئنك ببسمة تخرج في كل الأحوال لتستعصي هي علي ظروف تعبه وحتي مرضه الطويل..
..دكتور عز الدين كان مساحة لتمجيد الفعل الأخلاقي القويم وتبيانه في أبهي حلله وكان يمثل مضمارا راقيا لمواقعة الإنسانية في أروع معانيها ليتبني بنفسه أمر الفقير والمسكين وإبن السبيل وماتبقي من المصارف ثمانيتها…
..د. عز الدين كان حديقة لفهم تبلور منذ سنينه الأولي وقد تشبع برهافة الريف وإحتمل بساطتة وساق مودته لينشر عطره أينما حال مليحا صبوحا عبقري الوجود مزهري الطلة عفوي اللقاء..
..د عز الدين روضة باسقة سامقة باذخة ولونُ وردِها الأبيض النصيع يغطي كل منافذ الحزن عند مرتاديها ..فلديه الفرح مسكوب من قوارير كانت من فلسفةٍ مقرؤةٍ مع ترنيمةٍ لا تخرج إلا من قيثارةِ موهوبٍ محبوبٍ يستحيل عليه دوما أن يردك خائبا مكسورا…

أما بعد..
..[عزو حليب بارد] هذا لقب ميدان الكرة في المتوسطة في مدرسة القريشة..كان حريفا جدا يحاورك كيفما إتفق يلعب في خانة الجناح.. واللقب كناية عن لطفه وطيبته والهدؤ الذي كان يكسو ملامحه يجمله بتهذيب واضح لا يختلف فيه إثنان..

… .كل هذا الكيل من مواهب ومذاهب ..
كل هذا الحصيل من الفهم والعلم الرشيق..
كل هذا النور والبريق…

كله مدفون تحت التراب فأضحي مفقود..مفقود ..مفقود..
لكنه فينا موجود وبالدعوات مرفود وبالثناء محمود..
شكرا د. عز الدين لأنك كنت فينا هينا لينا جوادا كريما..
ومعذرة إن تأخرت في نعيك..وتأخرت في تكريمك ..فالعزاء في أنك الآن تُكَرَّم عند صاحب الكرم ..ولتهنأ بإذنه تعالي في جنات دانيات القطوف ولتشرب مع نبينا من الكوثر وليكن صحبك صحابته والأنبياء والصالحين…

إنا لله وإنا إليه راجعون

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق