رأي

الفاتح داؤد يكتب: ذكرى عيد الجيش السياق والتوقيت والرسائل

ذكري عيد الجيش السياق والتوقيت والرسائل
بقلم: الفاتح داؤد
في غمرة انشغال نخبة الخرطوم بمعاركها وصراعاتها وخصوماتها السياسية،احتفلت اليوم القوات المسلحة السودانية، بالعيد ال”68″ الذي يوافق الرابع عشر من أغسطس، الذي يصادف عام “سودنة” منصب القائد العام للجيش،وهو أعلى منصب عسكري في الجيش السوداني ،اذ تؤكد بعض وثائق المخابرات البريطانية “أن السودان يعد الدولة الإفريقية الوحيدة جنوب الصحراء، التي تحررت من الاستعمار، مع مؤسسة عسكرية تمتلك كل مقومات الجيوش الوطنية المحترفة).
ومنذ ذلك التاريخ ظلت القوات المسلحة رغم التحديّات الجسام والمؤامرات الكبيرة، أمينة علي العهد، وحارسة للتراب وعصية علي الانكسار..
لم تتراجع يوماً عن القيام بواجباتها الوطنية المقدسة ، ولم تشتكي من وطأة الحروب المتطاولة التي عصفت بالوطن،بل رغم التحولات السياسية المتعددة تقاتل في عدة جبهات بلا هوادة، وهي بارة بقسم ولاءها في حماية الارض والعرض وبث الأمن والامان والسكينة والطمانية والسلام وما أعظمها من نعم.
كما تأتي احتفال القوات المسلحة هذا العام في ظل ظروف استثنائية،في حاجة إلي تذكير العملاء أن عمر الجيوش لايقاس بعدد السنوات,بل بتراكم الخبرة والتجربة التي توارثها رجال القوات المسلحة كابر عن كابر وقائد عن قائد…
لذا تبدو اليوم قيادتها أكثر تماسكا وأعمق فهماً، وأكثر وعياً بالمهددات الاستراتجية التي تواجه الوطن، ولعل كل ذلك يعود إلي مخزون الخبرة المتراكم الذي صقلته تجربة العقود السبعة.
فقد علّمت أبناءها ان الوطنية والرجولة ملكٌ للجيش دون سواه، ولما لا فقد سطّر ابطالها بدماءهم الذكية التي بذلها ملاحم من التضحية و الفداء ، قل أن يجود بمثلها الزمان.
لأنها أدركت أن سر ريادتها ونبل رسالتها ،يكمن في تحطيمها للفواصل المناطقية و الحواجز الإثنية بين صفوفها ،وانها وحدها من استطاعت توحيد وجدان السودانيين في بوتقة الانتماء القومي.
كما أدركت بحسها الوطني أنها أكبر من الأحزاب السياسية والمكونات المجتمعية ،ولم يكن دخولها في ممارسة السياسة كان رغبة وطمعا منها في الاستحواذ على السلطة،بل كانت مكرهة علي ذلك ،وأن ذلك قد شغلها عن واجبها المقدس..
كما ظل خطها الاستراتجي دوما هو أن التمرد على الدولة خيانة لايجوز التغاضي عنها ،لذالك تصدّت لكل حركات التمرد رغم تعدد الرايات واختلاف المسميّات..
كما تعملت من خبرتها الطويلة أنها ضحية لتطلعات السياسيين المغامرين ،الذين ما انفكوا يستقوون بها للقفز علي السلطة ، بسبب فشل أطروحاتهم السياسية..
ورغم ذلك لم تخزل كل من
لجأ لها إليها من الشعب طالباً السند.. ورغم انحيازها للشعب في أكثر من ثورة ،الا أن كانت تقابل ذلك بالحجود والنكران من الساسيين ،الذي مااتفكوا يشوّهون صورتها، وينتقصون من دورها،ويشيطنون قيادتها ويقلّلون من هيبتها التي لو يعلمون انها من هيبة الدولة.
المجد والخلود للقوات المسلحة ضباط وجنود، والرحمة والمغفرة للشهداء وعاجل الشفاء للحرجي .

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق