سياسة

إما الوفاق أو الذهاب للانتخابات (وهل ناديت يابرهان حياً)

إما الوفاق أو الذهاب للانتخابات (وهل ناديت يابرهان حياً)
الخرطوم: سودان بور
أبدى الدكتور أحمد حسن الخبير والمحلل السياسي شكوك كبيرة حول إمكانية أن تدفع الدعوات التي أطلقها الفريق أول عبدالفتاح البرهان من شندي على خلفية الاحتفال بأعياد الجيش للقوى السياسية السودانية بضرورة التوافق محذراً إياها بأنه لا طريق للحل إلا بالتوافق أو الانتخابات شكك في إمكانية أن تدفع هذه الدعوات الاحزاب للتحرك خارج صندوق صراعاتها وتشاكساتها إلى تحمل مسئولياتها الوطنية بالتوافق على الحد الادنى من الاجندة الوطنية التي تفضي إلى تشكيل حكومة تكنقراط وإستكمال ماتبقى من الفترة الانتقالية.
وأوضح الدكتور أحمد حسن الخبير والمحلل السياسي أن البرهان وجميع قادة الجيش يعلمون جيداً أن القوى السياسية السودانية الان في حالة موت سريري وان إعلان وفاتها تصدقه الوقائع على الارض من تطاول أمد الازمات الاقتصادية والسياسية والامنية التي يعاني منها السودان الان وعجز الاحزاب من تقديم أي رؤيا للحل مؤكداً أن التحذيرات من نفاد الوقت التي أطلقها البرهان والعديد من الخبراء والمشفقين على السودان حقيقية وليست من صنع الخيال مبيناً أن الانفلات الامني والانهيار الاقتصادي أصبحا يهددان وحدة وامن وإستقرار السودان مشيراً إلى أن الاقتتال القبلي الذي تفشى في العديد من الولايات منوهاً إلى أن بعض القوى السياسية تحاول إستغلال هذه الاجواء لخلق مزيد من الفوضى في السودان بالارتباط ببعض الدوائر الاستخباراتية الخارجية وان السودان بات في حاله هذا مطمعا للعديد من الدول التي أصبحت تتدخل في شؤونه الداخلية بكل سهولة موضحاً أن وضع السودان أصبح شاذاً في محيطه الاقليمي والدولي وان هناك العديد من الدول في الاقليم لن تسمح بتفتيت وإنقسام السودان لان ذلك سيؤثر مباشرة على أمنها القومي مما يؤكد ضرورة الحاجة لسرعة الخروج من هذا النفق المظلم الحالي إلى مربع جديد إما بحكومة وفاق وطني أو الذهاب مباشرة للانتخابات مشدداً على انه إذا لم يخرج السودان من هذا النفق سريعاً فإن الخروج فيما بعد سيكون أصعب بكثير وربما يدفع السودان وشعبه ثمنا غالياً وباهظا.
وقال حسن إن القوات المسلحة هي المؤسسة الوطنية الوحيدة التي تبقت للشعب السوداني للاتفاف حولها والنظر إليها بعين المنقذ من الظروف التي تكتنف السودان حاليا وتهدد وحدته مؤكداً أن عقيدتها تقوم في الاساس على حماية الوطن والشعب ويحتم عليها ذلك في حال تهديد الوطن وامنه أن تتحرك سريعاً لحمايته وهي تنحاز في ذلك فقط للاجندة والاهداف الوطنية.
وأضاف الدكتور أحمد حسن إن القوات المسلحة ومن خلال حياديتها يمكنها أن ترعي وفاقاً سودانيا خالصاً وانها لاتزال محل ثقة الشعب السوداني وقواه الحية والعريضة كاشفاً أن الحملة الشرسة التي قادتها بعض الاحزاب الصغيرة عديمة الشعبية للاساءة للقوات المسلحة إرتدت سهامها لهذه الاحزاب فتشظت وإنفض السامر من حولها وباتت الان تتسول القبول الشعبي مؤكداً أن مايتمتع به قادة الجيش من أخلاقيات وقيم يمنعهم من فضح هذه القوى السياسية الرخيصة ومازال الجيش ينظر للجميع كأب حاني يغفر الزلات وإن كانت كبيرة ويعتبر الجميع أبناء الشعب السوداني.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق