سياسة

الصراع على السلطة والصفقات الخفية يعرقل حل الأزمة

الخرطوم: سودان بور
يرى كثير من المراقبين ان كثير من التصريحات والاعترافات التي بدأ رموز العمل السياسي وبعض قيادات قحت في اعلانها ليست سوى مواصلة لنفس الصراع السياسي المحموم الذي ظل مستمرا مابعد انتصار الثورة وحتي اللحظة! ومايزال يمثل العائق الاكبر امام اي توافق سياسي في الساحة السودانية المأزومة! ولا يفوتنا تصريح القائد مني اركو مناي بقوله : أن القوى السياسية تأكل بعضها واتصالاتها مع العسكر لم تتوقف! كل ذلك مقرونا بتصريحات القيادي بحزب الأمة ابراهيم االامين بقوله:كل ماتم بعد سقوط الانقاذ مساومات وصفقات!
ويرى الجميع ان ذلك تأكيد لما كانت تعيشه الحرية والتغيير المجلس المركزي من فوضى ضاربة الاطناب مابعد الثورة! وكما هي بذلك تمثل السبب الرئيس فيما نعيشه من ازمة سياسية الان! مع عدم اهتمامهم بالتغيير اواصلاح الدولة او احتياجات المواطن وانما انصب همهم علي المحاصصات والصفقات ونهب مايمكن نهبه من ثروات البلاد لانفسهم او من يمثلونهم من محاور خارجية وذلك بتصريحات قياداتهم الآن بعد ان فقدوا كل تعاطف مع الجماهير واخذت شعبيتهم في التآكل نتيجة لهذا الفشل الذريع!
من خلال ما اعلنه “مناوي” يتضح ان كل المواكب والمليونيات ليس سوى ضغط سياسي لتامين المزيد من مواقعهم بالسلطة بما يجعلها متاجرة رخيصة بدماء الشباب الذي لايشك احد في حماسه واخلاصه الذي مثل وقودا تم توظيفه من قبل هذه المجموعات السياسية دون ادنى نزعة من الحياء في سبيل الوصول لاجنداتها الخاصة ومساوماتها من اجل كراسي السلطة! بل اتضح انه حتي المواقف الصفرية “اللاءات الثلاث” ماهي الا مناورة سياسية مكشوفة لخداع الجماهير كما صرح من قبل “الواثق البرير” بانها ليست من الشعارات التي تتبناها الحرية والتغيير! علي الرغم من توظيفهم لها بحسب صراعهم حول السلطة وتوازناتها الحاكمة؛ بينما في الواقع كانت لقاءاتهم السرية لم تنقطع مع العسكر!
يقودنا كل ذلك الي ان تيارات تحالف قوى الحرية والتغيير تحاول التنصل من مسؤولياتها التاريخية فيما احدثته من خراب بعد انتصار الثورة التي ضيعتها باعمالها غير المسؤولة؛ كما تحاول ايجاد كبش فداء لتلقي لعنات الجماهير بدلا عنها! وهي ماتزال في ذات الوقت تنتهج نفس الطريق الذي قادها الي هذه النهاية المسدودة! كما يتضح ايضاً في نهاية الامر ان تعقيد وتأزيم المشهد السياسي مقصود وممنهج من اجل المحافظة علي المكاسب السياسية والصراع حول كراسي السلطة ليس الا! دون اي اوهام ظلت تحملها كشعارات للتوظيف السياسي فقط؛ لا كقناعات حقيقية مثلما هي لدى الشباب الثائر الذي لايمثل بدوره سوى وقود في صراعها السياسي من اجل الحصول علي مزيد من مكاسب السلطة!

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق