إقتصاد

فتح المعابر بين الخرطوم وجوبا .. ملف ينتظر حميدتي

الخرطوم: سودان بور
ظلت الحدود بين السودان ودولة جنوب السودان مغلقة عقب الإنفصال، بسبب النزاعات بين الخرطوم وجوبا. ولم تتوقف محاولات البلدين لإستئناف فتح المعابر. حيث تمت مناقشة الأمر في آخر لقاء جمع بين رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ورئيس جنوب السودان سيلفاكير ميارديت، خلال جلسة مباحثات في جوبا أواخر مارس الماضي أكدا فيها على ضرورة التعاون فيما يتعلق بالحدود المشتركة بين البلدين، والعمل معاً لوضع نموذج للسلام عبر التنمية وتطوير حقول النفط بما في ذلك منطقة أبيي، وتفعيل لجان للتنمية عبر الحدود.
ورغم غياب الإجراءات الجمركية الرسمية، إلا أن حركة التجارة وتنقل المواطنين في المناطق الحدودية لا تنقطع، وسط تأجيل فتح المعابر وقيام مؤتمر جامع لمناقشة قضايا الحدود ومعالجتها لأكثر من مرة. وأعلن الإتحاد الأفريقي الإنتهاء من بناء 3 معابر حدودية من أصل 10 تم تخصيصها لتسهيل حركة المواطنين والتجارة الحدودية بين الدولتين، تنفيذاً لإتفاقيات التعاون المشترك الموقعة عام 2021م، دون أن يتم افتتاحها بعد.
وفي يناير الماضي، أجرى نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو مع كلا من توت قلواك، المستشار الأمني لرئيس حكومة جنوب السودان، وكوستيلو قرنق مبعوث رئيس جنوب السودان ومستشار شؤون الرئاسة، مباحثات تناولت العديد من القضايا، ولا سيما تلك المتعلقة بالحدود، وفتح المعابر، وعلاقات التعاون الثنائي. ورحب المستشار توت قلواك بقرار الخرطوم الخاص بإعادة فتح المعابر الحدودية بين البلدين، واصفًا إياه بالشجاع. وأشار قلواك أن اللقاء مع حميدتي تطرق لمناقشة بعض الإشكالات التي تنشأ بين القبائل الحدودية في البلدين.
وفي اللقاء الآخر بحث حميدتي مع مبعوث رئيس جنوب السودان مستشار شؤون الرئاسة، كوستيلو قرنق، تعزيز علاقات التعاون بين البلدين، وإعادة فتح المعابر خاصة النقل النهري والسكك الحديدية. وأكد قرنق إستئناف عمل المعابر والنقل النهري وخط السكة الحديد (بابنوسة واو) قريباً لتسهيل الإستيراد عبر ميناء بورتسودان. وتابع: (على الدولتين التعاون لحل مشاكلهما لأن وجود أي مشاكل في أي منهما سيتأثر بها الآخر).
ويقول خبراء ومحللون سياسيون أن نجاح حميدتي في ملف السلام وجنوب السودان يضع أمامه ملف آخر ليكون إمتداداً لنجاحاته السابقة وهو ملف فتح المعابر الذي يعنيه بصورة مباشرة بحكم أنه يرأس اللجنة العليا للطوارئ الإقتصادية ويحظى بقبول كبير وسط حكومة دولة جنوب السودان. وأكد الخبراء أن فتح المعابر بإمكانه أن يحقق حراكاً إقتصادياً يسهم في إنعاش أسواق البلدين ويحقق الإستقرار المطلوب.
وعدد الخبراء كثير من المنتجات التي يتم تداولها في أسواق البلدين مثل التوابل والسلع الغذائية التي تسهم بقدر كبير في إنعاش حركة التجارة ونمو الأسواق. إلى جانب حركة المواطنين وإرتباطهما مع بعضهما البعض بحكم أنهما كانا شعباً واحداً ويرتبطا بأواصر القربى والإنتماء عندما كان يضمهما الوطن الكبير. مشيرين إلى أن حركة النقل النهري أسهمت في تنشيط حركة الصادرات والواردات وفتح بقية المعابر من شأنه أن يرفع الحركة التجارية بين البلدين إلى طاقتها القصوى.
وأكد الخبراء أن الحراك الكبير الذي يتميز به حميدتي عند تسلمه لأي ملف يعزز من فرص النجاح في إنجاز ملف فتح المعابر بل من الممكن أن يجعله واقعاً ملموساً في أقرب وقت ممكن. وأضاف الخبراء أن المهددات الأمنية التي يمكن أن تؤخر فتح هذه المعابر مقدور عليها بفضل وجود قوات الدعم السريع وإنسجامها مع بقية القوات النظامية الأخرى وبالإمكان تشكيل قوات مشتركة تحسم أية تفلتات أمنية عقب الإعلان عن فتح المعابر بصورة رسمية.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق