سياسة

الاعتراف بدوينتسك ولوغانسك.. بوتين يخلط أوراق اللعبة مع الغرب

وكالات: سودان بور
فاجأ الروسي فلاديمير بوتين الجميع وهو يعلن مساء الاثنين الاعتراف بجمهوريتي دوينتسك ولوغانيستك دولتان ذاتا سيادة
وذلك في إطار الأزمة الاوكرانية.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن اعتراف بلاده الفوري باستقلال جمهوريتي دونتسك ولوغانيسك الشعبيتين عن أوكرانيا، ودعا البرلمان الروسي إلى التصديق على القرار.
وفي كلمة للشعب الروسي، أكد بوتن أن أوكرانيا ” جزء لا يتجزأ من تاريخ روسيا”، وأعلن قرار الاعتراف باستقلال دونيتسك ولوغانسك جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا.
وقال بوتين “أعتقد أنه من الضروري اتخاذ قرار تأخّر كثيراً، بالاعتراف فوراً باستقلال وسيادة كلّ من جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوغانسك الشعبية”، قبل أن يبثّ التلفزيون الرسمي لقطات لتوقيعه في الكرملين مع زعيمي المنطقتين الانفصاليتين على اتفاقيات للتعاون المشترك.
وقال بوتن في الخطاب، إن الزعيم الشيوعي السابق جوزيف ستالين، حرر أوكرانيا ومنحها بعض الأراضي لتشكيل دولتها.. وهي جزء لا يتجزأ من تاريخنا.
أما عن منطقة دونباس المتنازع عليها، قال بوتن إنها “سحبت من سيادة روسيا إلى السيادة الأوكرانية”.. وأكد أن شرقي أوكرانيا “أرض روسية قديمة.”
وشدد بوتن على أن روسيا قدمت بشكل دائم مساعدات لشركائها في رابطة الدول المستقلة من الاتحاد السوفييتي، ومن ضمنها أوكرانيا.
وأشار إلى أن روسيا تحملت مسؤولية جميع ديون دول الاتحاد السوفيتي، منوها إلى أن المساعدات التي قدمتها روسيا لأوكرانيا منذ عام 1991 وصلت إلى أكثر من 150 مليار دولار.
واستمر بوتن بمهاجمة أوكرانيا وقال استفادت من التعامل مع روسيا ولم تقدم أي شيء لها”.
“لم تف أوكرانيا بأي التزامات تجاه روسيا، ويكفي أن نتذكر سرقتها للغاز، وابتزازها لروسيا بسبب مرور الغاز من أراضيهم، واستخدموا هذه الورقة لتهديد روسيا والحوار مع الغرب.”
وقال بوتن إن “أوكرانيا بدأت باستنساخ النظام الغربي، ولم تكترث الحكومة لازدهار الشعب، بل العمل على تحقيق الأرباح لإبرام الصفقات مع الدول الغربية”.
وأكمل بوتن: “أوكرانيا لم يكن لديها مطلقا تقاليد “دولة حقيقية”.. وهي الآن تعيش أزمة اقتصادية واجتماعية وإنسانية.. أوكرانيا أصبحت دولة فقيرة وذات اقتصاد منهار”وتساءل بوتن: ” هل ما تعيشه أوكرانيا يمثل الحضارة الغربية؟”.
وخاطب بوتن الشعب الأوكراني: ” على الأوكرانيين أن يفهموا أن بلدهم تحت الاستعمار”.
وهاجم بوتن الحكومة الأوكرانية لمحاربتها للغة الروسية: “السلطات الأوكرانية عملت على تهميش اللغة الروسية.. اليوم ينظر للناطق باللغة الروسية في أوكرانيا على أنه “أجنبي”.
واتهم بوتن أوكرانيا بعزمها على تصنيع أسلحة نووية خاصة بها، وأن الغرب قد يساعدها، وحذر من إن “إذا حصلت أوكرانيا على أسلحة دمار شامل فإن الوضع العالمي سيتغير تغيراً جذرياً ولا يسعنا تجاهل ذلك”.
وتوقع بوتن أن تفرض القوى الغربية عقوبات على روسيا “بأي حال”، وأنها ستجد ذرائع لها.
جلسة طارئة وتهديد
شهدت جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي الاثنين تنديد الولايات المتحدة وحلفائها بأعمال روسيا، شاجبين اعتراف الرئيس فلاديمير بوتين بمنطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا وإعطاءه أوامر بنشر قوات هناك باعتبار ذلك انتهاكا صارخا للقانون الدولي وذريعة للحرب.
وسخرت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس-غرينفيلد من تأكيد بوتين أن مهمة القوات الروسية “حفظ السلام” في منطقتي دونيتسك ولوغانسك.
وقالت: “إنه يدعوها قوات حفظ سلام. هذا هراء. نحن نعرف ما هي حقيقة هذه القوات”.
سيرغي كيسليتسيا على أن “الحدود الأوكرانية المعترف بها دوليا كانت وستبقى غير قابلة للتغيير بصرف النظر عن أي بيانات أو أفعال من قبل روسيا الاتحادية”.
أما السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا فأعرب عن انفتاح بلاده للتوصل إلى حل دبلوماسي، لكنه شدد على ضرورة الدفاع عن المناطق الانفصالية في وجه العدوان الأوكراني على حد وصفه.
وقال: “نبقى منفتحين على الدبلوماسية”، مضيفا “ومع ذلك فإن السماح بحمام دم جديد في دونباس شيء لا ننوي فعله”.
ودعا نيبينزيا القوى الغربية إلى “التفكير مليا” وعدم زيادة الوضع سوءا.
وقالت توماس-غرينفيلد إن خطاب بوتين ليس سوى “سلسلة من الادعاءات الشنيعة والزائفة” التي تهدف إلى “خلق ذريعة لشن حرب”.
وجاءت تعليقاتها قبيل تصريح أدلى به متحدث باسم البيت الأبيض لوكالة الأنباء الفرنسية وقال فيه إن واشنطن تعتزم الثلاثاء فرض عقوبات على موسكو.
وقالت للصحافيين بعد الاجتماع “ستفرض الولايات المتحدة غدا عقوبات على روسيا بسبب هذا الانتهاك الصارخ للقانون الدولي وسيادة ووحدة أراضي أوكرانيا”.
وأعربت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وحفظ السلام روزماري ديكارلو عن “أسفها” لنشر جنود روس في الجمهوريتين الانفصاليتين.
وقالت: “الساعات والأيام القادمة ستكون حرجة”، مشيرة إلى أن “هناك خطرا حقيقيا لنشوب نزاع كبير ويجب منعه بأي ثمن”.
أما السفيرة البريطانية باربرا وودوارد فقالت إن المجلس يجب أن يكون متحدا في حض روسيا على “خفض التصعيد” و”احترام التزاماتها”.وأضافت: “لقد جرتنا روسيا إلى حافة الهاوية. نحض روسيا على التراجع إلى الوراء”.
وأثارت الخطوات الروسية تنديدا من الولايات المتحدة وأوروبا اللتين توعدتا بفرض عقوبات جديدة.
ورد بايدن بإصدار أمر تنفيذي يحظر التجارة والاستثمار بين الأمريكيين والمنطقتين الانفصاليتين، واستيراد أي سلع أو خدمات أو تكنولوجيا من هناك.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي في بيان إن التدابير التي يتم إعدادها ردا على مرسوم بوتين منفصلة عن العقوبات التي جهزتها الولايات المتحدة وحلفاؤها في حالة الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا.
واتفقت بريطانيا وفرنسا وألمانيا أيضا على الرد بعقوبات على اعتراف روسيا بالمنطقتين الانفصاليتين، وقال البيت الأبيض إنه سيعلن عن عقوبات جديدة الثلاثاء.
يذكر أن الإقليمين الانفصاليين ظلا يطالبات باستقلالهما منذ سنوات طويلة.

قلب الطاولة

ويرى الخبراء في العلاقات الخارجية يرون أن الرئيس، الروسي بوتين قلب الطاولة على الغرب الذي يتدخل في الأزمة الاوكرانية لتحقيق اجندته وأكد الدكتور مكي يوسف الخبير في العلاقات الدولية أن لعبة خلط الأوراق التي قام بها بوتين الجمت الغرب بالدهشة وهددت واشنطن كعادتها بعقوبات
بينما موسكو كعادتها أيضاً أدارت الملف بقوة غير مهتمة بردود أفعال واشنطن والغرب
حيث سارعت دول بريطانيا وبلجيكا وغيرها إلى إدانة الخطوة.
وقال مكي أن الغرب برع في تقسيم الدول ودعم الحركات الانفصالية في العالم الثالث وفي الصين وبينها دعم انفصال جنوب السودان ليقسموا ويمزقوا الدول حسب مخططاتهم وأضاف لماذا يقف ضد استقلال الأقاليم الاوكرانية طالما هذه رغبة هذه الشعوب وقال مكي أن هذه سياسات الغرب القديمة المتجددة ولكنها لن تنجح مع موسكو.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق