إقتصاد

الأمطار تدمر القسم الأول بمشروع الرهد ومشاهد مأساوية صادمة

تقرير: عبد العليم الخزين
في ظل سياسات وزارة المالية وتعنتها عن تمويل الموسم الزراعي بمشروع الرهد الزراعي.
وفي ظل بنية الري الغير جاهزة من مصارف فرعية ومصارف جامعة .
وفي ظل انسداد الافق لدي الشركة الصينية بالقسم الاول من اجل حماية محصول القطن بتجهيز المصارف بعد عجز ادارة الري عن ذلك من اجل حماية مزارعيها من الخسائر وحماية اموالها وفي ظل رفض المالية من دفع أموال الري .
عقدوا مزارعي القسم الاول العزم علي زراعة حواشاتهم. وفي سبيل ذلك باعوا كل مايملكون من مدخرات من اجل زراعة غيط القسم الاول. وفي ظل غياب الحكومة وعجز ادارة الرهد من إيجاد نفاج تمويل .
وانعدام مياه الري في الزمن المحدد كان له الاثر السلبي الكبير علي الموسم الزراعي.
بدأت عمليات الزراعة بالقسم الأول من قبل المزارعين عبر التمويل الذاتي.
تمت نظافة الأرض وحرثها وزراعتها والكديب الاول والكديب الثاني من قبل المزارعين وبعض المزارعين نثروا سماد اليوريا للذرة والقطن . محصول الفول السوداني اكتملت عملياته كلها فقط في انتظار عملية الحصاد .
وأصبح منظر الغيط في القسم الاول يسر الناظرين.
ولكن الخوف في محياء المزارعين كان واضحا من امطار منتصف أغسطس التي اصبحت تدمر القسم الاول في كل عام في ظل انعدام تطهير المصارف والمصارف الجامعة .
وجاءت الكارثة (المطرة) اكثر من ١١٧مل ثم المطرة الثانية اكثر ١١١مل وبعد ذلك توالت الأمطار بلا توقف.
خلال اسبوع واحدة فقط دمرت امال واحلام المزارعين ودفنت تحت مياه الأمطار بالقسم.
حواشات القسم الاول عبارة عن محيطات وبحار.
لاتوجد ملامح لزراعة بعد ماكان منظره يسر الناظرين.
تلاشت امال المزارعين وضاعت اموالهم بين مسامات السماء الفاتحة ومصارف الأرض المغلقة. وفي ظل وجود اللاحكومة.
اموال قدر بالترليونات صرفت من قبل مزارعي القسم الاول علي فلاحة الأرض. وضاعت هذه الأموال بسبب إهمال الحكومات.
السؤال الي متي انسداد افق الحكومي لدي وزارات الزراعة والري والمالية وادارة الرهدالزراعي والشركات التعاقدية والمزارعين من اجل ايجاد حل لهذا المعضلة والمشاكل الكوراث التي أصبحت سنوية .
ماهي الجهة التي تعوض هؤلا المزارعين.
مشاهد مأساوية صادمة و الإنسانية.
بسبب انعدام الردميات بالقسم الأول.
جنازة امرأة في عز شبابها اختنا أنتصار ابراهيم رحلت علي الدنيا تاركة خلفها اطفالها الذين كانوا شهودا علي كيفية وصول جنازة والدتهم من القرية( ٣) الي القرية( ٢) وسط الوحل والطين في ظل انعدام الردمية.
تخيل عزيزي القارئ جثمان الراحلة علي ظهر بوكس موديل ٢١ عجز عن السير بالرغم من وجود ترس الطين .والبوكس مجرور بعدد اثنين تركتور والسماء تمطر . والتركترات لا تري اطاراتها من وحل الطين في ظل انعدام الردميات.
خمس كيلوا مترات من القرية(٣) الي القرية (٢) استغرقت اكثر من ثلاثة ساعات .
وسط بكاء الرجال وثكلي النساء والسماء كانت تبكي ايضا ولكن مع من تبكي وعلي من تبكي السماء لا ندري .
بعد ساعة من موارة جثمان بنتنا انتصار ابراهيم الثري والحزن يخيم علي كل بيوت القرية لطيبة معشرها وسماحةأخلاقها .
وفي تمام الساعة الثامنة مساء شاهدنا تركتور ينقل امنا وأم الكل فاطمة موسي من اجل اسعافها الي القرية (٣) اثر علة لم تمهلها دقائق وهي تصارع الالام. وسط الوحل والطين عبر تركتور وحولها مئات الشباب . والكل يعلم ماهي سرعة التركتور في الأرض الطينة.
وعندما وصلت امنا فاطمة موسي الي القرية ٣ وجدناها فارقت الحياة وسط بكاء الرجال وثكلي النساء والحزن بدل واحد خلال ساعات اصبح حزنين.

ثم بدأت معاناة الجنازة وسط الوحل والطين من جديد نفس مشاهد الجنازة الاولي .ولكن هنا تكون المعاناة أشد لان الطريق اصبح اكثر وعورة وعذاب بسبب كثرة طرق الركترات.
ووصل الجثمان الي مثواه الاخير وسط والوحل والطين والامطار التي ظلت تهطل بغزارة.
وبسبب الاحزان والمأسي الصادمة لم يشعر الرجال بالتعب والارهاق والمعاناة.
رحمة الله موتانا رحمة واسعة.
وتتجدد المعاناة مرة اخري وصوت التركتور العالي وهو يقاوم السير وسط والوحل والطين يعرف اهل القرية جمعيا ان هنالك مريض يسعف. لدغ الشباب منذر فيصل بعقرب سامة . تم اسعافه بالتركتور بحثا عن المصل في القرية(٣) .والرحلة تحتاج الي اكثر من اربعة ساعات.
وفي تمام الساعة الثانية صباح يتحرك التركتور من اجل إنقاذ الطلفة أمنه هيثم حسن بنت الأربعة سنوات التي اصيبت بالتشنج وانعدام الأوكسجين تم اسعافه الي القرية(٣)
في طريق من الصعب أن تمشي عليه دبابة عسكريه.
والسير داخل القرية يحتاج الي قوة تحمل وخبرة .
كل هذه المشاهد المأساوية الصادمة حدثت خلال ساعات في قرية لا يعرف لها الاعلام والقنوات الفضائية طريق ..
والمعاناة سببها عدم وجود ردمية.
تكون المشاهد صادمة في القرية( ١ )والقرية (٤ )والقرية (٥) . لان هذه القري تبعد اكثر من عشرة كليو متر من ردمية القرية (٣ )
ومايحكي عن معاناة القري (١-٣-٤-٥) امر محزن ومبكي.
هذه المعاناة والمشاهد الصادمة تتكرر سنويا ولكن مجرد ان يودع الخريف تنسي المعاناة حتي يفأجأنا الخريف بهذه المشاهد المأساوية الصادمة من جديد في ظل انعدام الحكومة والمسؤول الذي يملك الحلول.
في القسم الاول اكثر من ٨٠% لا يملكون قوت يومهم. و٩٠% من المواطنين من النساء والشباب والشيوخ والأطفال يعتمدون علي معاشهم ومأكلهم من اجرة عمليات الكديب في القسم الاول .
ولكن القسم الاول دمرته السيول علي آخره.
وكثرة البطالة
مازال ديوان الزكاة لم يفتح أبوابه لهؤلاء المواطنين الذين لا يملكون قوت يومهم.
في كل عام تجدد الاحزان بسبب انعدام الردميات في قري جنوب الفاو. والمسافة من قري القسم الاول لمستشفى الفاو اكثر من (٤٠) كيلو متر .

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق