تحقيقات وحوارات

حقائق وأرقام صادمة عن الصحة النفسية للسودانيين …. من المسؤول ؟

الخرطوم: سودان بور
يواجه السودان اليوم بظروف حياتية ضاغطة يشخصها عدد من الخبراء النفسيين بتزايد حالات الاحباط في المجتمع مما افرز امراض نفسية ورغم اختلاف الارقام ومدى صدقها، الا ان المتابع لحالة الشارع العام يحس حالة من الوجوم التي تسيطر علي وجوه العابرين ، ويشير عدد من الخبراء الى ان الاوضاع السياسية وحالة الانسداد السياسي انعكست سلبا علي الصحة النفسية بعد ان اعتمدت احزاب الحرية والتغيير والاحزاب اليسارية علي تحريض الشباب بالتظاهرات المتتالية وتتريس الشوارع وفي ذات الوقت تلك الاحزاب تمترست خلف شعارات زائفة بجانب رفضها لكل دعوات التوافق، تسببت في تعميق الازمة المعيشية للمواطن، ويشير المحلل الاجتماعي الطيب الزين الي هبوط الروح المعنوية للمواطن مع تدني الخدمات في ظل عدم وجود حكومة تقوم باعباء الخدمات الاساسية، وهذا الواقع افرز تدني كبير في وضع البيئة والخدمات في الشوارع وفي ذات الوقت تمارس تلك الاحزاب تخريبا متعمدا في اوساط شريحة الشباب وينشط بعضها في توفير الاقراص المخدرة لتحفيز الشباب للتظاهرات بما اسهم في ارتفاع نسبة الادمان في اوساطهم ، واضاف بان واقع التظاهرات شبه اليومي تسبب في تعطيل حركة الانتاج والانتاجية بجانب غياب الارادة السياسية لتلك الاحزاب من اجل التوافق من اجل المصلحة الشخصية ومحاولتها المستمرة لانتاج الازمة السابقة واعادة قحت لمقاعد السلطة لممارسة ذات الاخطاء الكارثية التي قادت البلاد الي ازمتها الاقتصادية والاجتماعية الراهنة، واشار الزين الي كثرة المبادرات السياسية في الساحة الا ان قوى اليسار ترفضها جميعا لاستمرار سيناريو الفوضى وضرب النسيج الاجتماعي
وكان اختصاصي الطب العصبي والنفسي البروفسير (علي بلدو) رسم صورة قاتمة للوضع النفسي للمجتمع كاشفا عن أرقام مخيفة لحالات الانتحار والمحاولات الفاشلة بمعدل (17) ألف حالة تقريبا في السنة لافتا إلى أنه معدل عالٍ لمحاولات الانتحار منها ما ينجح ومنها ما يفشل، مردفا بأن هنالك الكثير من العوامل النفسية تجعل الشخص ذا قابلية لمحاولة الانتحار فعليا منها الشعور بالاكتئاب الحاد أو (الدبرسة) والسوداوية وعدم السعادة بجانب الشعور بالخوف من مواجهة المستقبل وتحمل الاعباء النفسية.. وكذلك مرضى الفصام النفسي والاضطرابات الشخصية السايكوباتية والحدية جنبا الى جنب مع مدمني المخدرات ومتعاطي الكحول، وايضا السيدات اللاتي يعانين من ما يطلق عليه اكتئاب ما بعد الولادة أو ذهان ما بعد الولادة، والاضطرابات النفسية المزمنة وغير المعالجة مضيفا في افادات صحفية بهذا الشأن بأن هنالك أمراضاً عضوية مزمنة تجعل الشخص يشعر بملل من الحياة والضجر منها الشعور بفقدان الأمل وعدم القدرة على الشفاء التام والارهاق والتعب من المشافي والأطباء والشعور باليأس من حالته.. مشيرا إلى أن ذلك يولد الرغبة في الانتحار لدى بعض مرضى الفشل الكلوي المزمن وأمراض السرطان وأورام الرأس والتهابات الكبد المزمن والإيدز وغيرها تجعل الشخص في حالة نفسية متردية مالم يكن مهيئا للتعامل معها ما يعجل برحيله انتحارا عن هذه الفانية.. بجانب الأمراض الأخرى مثل الاضطراب النفسي الحاد والصدمة النفسية والعاطفية أو ما يطلق عليه بـ(الشاكوش) والفشل في العلاقات الزوجية، و(ذهان شهر العسل) الذي يصيب الفتيات والشبان في الأيام الأولى من الزواج، وكلها ذكر بأنها تعتبر من الاضطرابات النفسية الشائعة التي تعجل بالرحيل انتحارا.
ويضيف:”الضغوط الاجتماعية والمشاكل الأسرية مثل الطلاق والعنوسة وعدم القدرة بالإيفاء بالمطلوبات اليومية، إلى جانب الشعور بالخوف من التعامل اليومي وخطاب الكراهية وايضا العنصرية والشعور بعدم الأمان النفسي والاجتماعي بما فيها عدم القدرة على تحقيق الأحلام بسبب العطالة والبطالة، جميعها تجعل الشخص عرضة لنكبات اقتصادية واجتماعية وتجعل الشخص في ظروف غير مواتية خاصة لو كان يعاني ضغطا اقتصاديا من التزامات تجاه الآخرين مما يولد لديه شعورا بالنقص والدونية وعدم القدرة على المواجهة و يجعله يلجأ إلى خيار وضع حد لحياته انتحارا
ويشير خبراء الي ان الاوضاع الاقتصادية تعتبر القاسم الاعظم لكافة ما ذكر من اضطرابات نفسية تقف من خلفها قوي سياسية تتعمد وضع الشباب في فوهة البركان ، ويقول المحلل السياسي محمد السناري الي ان الشباب اصبح قنبلة في ايدي احزاب عابثة تبحث عن تحقيق اجندتها علي امن وسلامة المجتمع واستقراره، وبالتالي تصبح النتائج وخيمة في ظل غياب حكومة حقيقية تقوم بخدمة المواطن وتحافظ علي امنه وسلامته، ورغم الدعوات التي يطلقها الحكماء من اجل التوافق الوطني الا ان اصحاب الاجندات يبحثون صناعة الفوضى والتشرذم من اجل المكاسب الشخصية.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق