سياسة
قال لن نقبل بانهيار السودان في انتظار القوى السياسية وحذر الاسلاميين.. رسائل البرهان
الخرطوم: سودان بور
أكد رئيس مجلس السيادة الفريق اول ركن عبدالفتاح البرهان على قومية القوات المسلحة ووطنية تحمي البلد ومواطنيه ولاتتبع لأي جهة أو حزب أو فئة، لا الحزب الوطني ولا الحركة الإسلامية، أو حزب شيوعي أو غيره. وقال لمن اتهم الجيش بأنه موال لجهة معينة، أكد أن القوات المسلحة لا تنتمي إلا للوطن.
كما لفت إلى أن العسكريين وقادتهم تعرضوا لهجوم من قبل فئات معينة، لكنه حذر تلك الفئات من التحريض، وفق تعبيره جاء ذلك خلال زيارة تفقدية لقاعدة حطاب العسكرية شمال بحري .
وقال موجهاً خطابه للمؤتمر الوطني والحركة الإسلامية عليكم الإبتعاد عن القوات المسلحة والجيش لن يعيدكم إلى السلطة كفاكم 30 عاماً من الحكم
كذلك، اعتبر أن القوات النظامية خط أحمر، “لن يُسمح بالتلاعب بها أما عن الحوارات والتفاهمات السياسية الجارية في البلاد، فقال: “صحيح هناك تفاهمات لكن لدينا خطوط حمراء، ولن نسمح بتفكيك الجيش أو البلاد”. واعتبر أن السودان لا يتحمل تكرر المبادرات دون اتفاق لافتا الى ضرورة التوافق التام ، مشدداً على أن “السودانيين لا يستحقون البقاء بدون حكومة لـ 3 سنوات
إلى ذلك، قال لن نقبل بانهيار السودان بينما تستمر القوى السياسية في حواراتها.
رسائل
وأكد الدكتور عادل التجاني الأكاديمي والمحلل السياسي ان البرهان أرسل رسائل واضحة في بريد كل القوى السياسية أولها قومية القوات المسلحة وعدم خضوعها لأي حزب سياسي وكذلك التشديد على الخطوط الحمراء في التفاهات وعدم السماح بانهيار البلاد في انتظار الأحزاب.
وقال التجاني القائد العام يدرك خطورة الأوضاع ولذلك ارسل هذه الإشارات ومن المتوقع أن تعقب رسائله إجراءات عملية حتى لا تنهار البلاد.
تفكيك الخطاب
وقال المحلل السياسي ابراهيم أحمد أن خطاب البرهان ذكي وفيه قدر من التكتيك السياسي والمناورة.. والاستطلاع ونقل الكرة في مربع الأحزاب بجدارة .. وحمل الخطاب رسائل واضحة للخارج أكثر من الداخل يضع الأمور في نصابها.. وعلى الأحزاب الابتعاد من الجيش.. لاتفكيك ولا ركوب علي ظهر الجيش..
وقال هنالك ثلاثج أسئلة.. هل فعلا الوطني والحركة الإسلامية التي ذكرت بهذا الوضوح لأول مره يعملون داخل الجيش ام ينصرون الجيش ويقفون ضد دعوات تفكيكه.. وهذا يجعل الحديث عن أن الجيش يضع يده في يد جميع الذين يعملون علي انقاذ البلد حديث جيد.
الثاني.. اليس الحديث عن قبول كافة المبادرات حديث حكمة يجعل الفرص أمام الجميع متساوية.. ويقفل الباب أمام مايجري داخل الرباعية.. مع طرف دون الاطراف الأخرى .
الثالث ان الخطاب حمل رفضاً واضحاً لوثيقة المحامين وقال لن نوقع أي وثيقة تعمل علي تفكيكه.. وفي هذا اتفاق مع أطروحة الأحزاب الوطنية.
والخطاب له دلالات أخرى يهتم بها العسكريين أكثر من السياسيين.. مكان الخطاب معقل العمليات الخاصة قاعدة حطاب حديثة الإنشاء والتي بها تكتمل منظومة إحاطة الجيش بالعاصة المثلثة.
وقال إبراهيم الخطاب في مجمله جيد ظهر فيه البرهان بمظهر جديد له مابعده.
أقوال وأفعال
وقال المحلل السياسي والكاتب بكري المدني لو ابتعد البعض عن الأماني (الاسلاميين )والآخر عن الهواجس (اليسار)فإن ليس في أقوال البرهان الأخيرة في حطاب ما يخالف أفعاله وتحديدا فيما يلي الجيش وأضاف المدني البرهان قال ذات مرة (كوز ما بخلي في الجيش )وحتى اليوم هو جاد بشكل كبير ببرهان الدفعات شبه الكاملة المحسوبة للإسلاميين داخل الجيش والتى تمت اقالتها إضافة لعشرات الضباط من الرتب الصغيرة والوسيطة والكبيرة التى تم اعفاؤها من الخدمة ولا تفسير لذلك غير شبهة انتمائها التنظيمي للإسلاميين.
وقال المدني البرهان جاد جداً فى تصفية الجيش من أي متهم بموالاة المؤتمر الوطنى والحركة الإسلامية ولو بقرائن ضعيفة او أدلة غير واضحة تماما وحديثه اليوم في هذا الإتجاه وليس فيه جديد أو مفاجيء إلا لمن كان ينوم على الأماني أو من يسهر من الهواجس.
وأردف ان كانت أفعال البرهان تؤكد على إبعاد الإسلاميين من الجيش فإن أقواله جاءت تحذر من السماح لهم بالإقتراب منه ولو بالتأييد والجيش يبني اسواراً عالية أمام القيادة العامة في وجه الجميع.
رسائل مفتوحة النهايات
وقال الكاتب عبد الماجد عبد الحميد رسائل البرهان تحتمل تأويل وتفسير عنقودي يعطي الجنرال مهلة وفرصة ليتمكن من ممارسة هوايته في الدوران واللعب في المساحات الضيقة ومن شاكلة رسائله تلك حديثه أمام نخبة من قوات الجيش الخاصة في قاعدة حطاب العسكرية وقال عبد الماجد الرسالة ليست موجهة إلي المؤتمر الوطني ولا الحركة الإسلامية وقال المؤتمر الوطني لم يعد مشغولاً منذ واقعة خلع البشير عبر لافتة الثورة ،بأي ترتيب للعودة إلي السلطة لاعبر الجيش ولاعبر ثورة شعبية .
وقال المؤتمر الوطني ظلّ مهموماً ومشغولاً بمنازلة القوي الدولية والقوي والأحزاب المحلية التي تتآمر مع المخابرات العالمية لتفكيك الجيش والبرهان يعلم أكثر من هذا وزيادة وأضاف الإسلاميون مشغولون حالياً بمواجهة القوي والأحزاب التي تتخفى خلف المبادرات الأممية لتفكيك الجيش وبسط سيطرة دكتاتورية نيوليبرالية غاشمة و عندما تجمع هذه النقاط في خط واحد، تجد أن حديث البرهان اليوم ليس موجهاً إلي الإسلاميين في المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية.. حديث البرهان موجه إلي من أسماهم بالشباب الذين يفاوضونه منذ أيام من جهة وإلى من يقفون خلفهم من جهة أخرى
وأردف رسالة البرهان مفتوحة النهايات وموجهة إلي آخرين مفادها أنكم إن ذهبتم للضغط علي تفكيك الجيش وفرض سيطرتكم علي أغلبية أهل السودان وأحزابهم ، حينها عليكم انتظار الخيار الأسوأ وهو عين مايحذر منه البرهان وهذه المرّة لن تأتي العاصفة من بوابة الإسلاميين وحدهم.
ابتعاد
وقال الخبير الإستراتيجي محمد عبد الله آدم ان البرهان فى خطابه دعا الجميع الإبتعاد عن الجيش وهذه نقطة إيجابية تعزز دور القوات المسلحة القومي وتمنع تدخلات الساسة فيه لافتاً إلى أهمية توافق الجميع على برنامج محدد للفترة الإنتقالية تعقبه الإنتخابات.