تحقيقات وحوارات

الفاتح داؤد يكتب: الى الأقلام المستاجرة والحناجر النائحة

بقلم: الفاتح داؤود
لا أجد تفسيرا موضوعيٱ للحملة الإعلامية المسعورة ،التي تقودها “الغرف المظلمة” لأبواق النخبة المركزية، وسدنة دولة ما بعد الاستعمار، ضد السيد “مناوي ” الا في إطار الفجور في الخصومة السياسية ،الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء، فقد طفقت هذه المنصات عبر عمل ممنهج في تجريح وتقريع الرجل بصورة “مرضية” كأنما قد جاء بما لم يأتي به الاولون، رغم الادعاءات الكذوبة عن المدنية وقبول الاخر،فقد استنكفوا عليه قيادة اي عمل سياسي لايتسق مع رؤيتهم أو يتماهي مع خطوطهم السياسية،لذلك سلطوا عليه أقلامهم واغرو سفائهم للتطاول عليه، بنسج الشائعات الكاذبة والفيديوهات الملفقة،لممارسة أقصي درجة من الضغط النفسي والإرهاب الفكري عليه، وقد نسوا أنهم في غمرة سفورهم وفجورهم أنهم غير مؤهلون لاسداء المواعظ السياسية أو السخرية من الآخرين ،بينما كبارهم يتزاحمون اناء الليل وأطراف النهار أمام أبواب السفارات لأداء فروض الولاء والطاعة لاسيادهم ،وعندما عجزوا عن المنازلة السياسية،
سولت لهم نفوسهم الوضيعة أن مجرد الردحي التنمر والشيطنة، تكفي لتحجيم دور الرجل ،أو في اسوأ الخيارات إجباره علي اختزال تطلعاته السياسية في فضاء اقليم دارفور ، بتعقيداته السياسية والامنية والمجتمعية، وقد لايجد يجد عملاء المخابرات وموظفي السفارات، اي حرج في تبرير تهافتهم الرخيص علي عتبات السفارات وانتزاع رضا اسيادهم ، لاعتقادهم أن هذا السلوك يندرج في إطار الفهلوة والشطارة السياسية، لتسجيل نقاط سياسية تمكنهم من فرص تصوراتهم دون سقوفات أخلاقية، فقد نسي أو تناسي هولاء أن من كان بيته من زجاج عليه أن لايرشق الآخرين بالحجارة، فقد كان يتعيين عليهم “أخلاقيا” قبل استهداف مناوي” سياسيا”، استنكار اللقاءت المريبة لقياداتهم مع السفير الخليجي الضجة ، الذي حطم كل الخطوط الحمراء وتجاوز كل تقاليد وقواعد الدبلوماسية ،وهو يصول ويجول في دور ومقارات احزابهم ،حاشرا انفه في ادق تفاصيل وملفات الحكم ، بل اصبح لايجد حتي حرجا في التدخل المباشر في تحديد بوصلة الأحداث ، لذالك ليس مطلوبا من مناوي أو جبريل الانسحاب من المشهد السياسي نزولا لرغبة الاصيل وليس الوكيل، لن يحدث ذلك طالما لازالت بعض النخب أسيرة للاوهام التاريخية في السيطرة علي مركز السلطة السياسية ، وقد جاهر بعضهم بذلك حين طالبوا بوقاحة وصفاقة مغادرة دكتور جبريل،في سلوك لايمكن تفسيره الا في إطار الأزمة النفسية لنخبة المركز المتسلطة، التي كلما ضاق عليها الخناق حشدت ابواقها الاعلامية للممارسة هوايتها المفضلة في الشتائم ، ظنا منهم أن ذلك شأنه قمع خصومهم، لافساح الطريق امامهم لاعادة احتكار مفاصل السلطة السياسية،الذي يعني تأمين امتيازاتهم التاريخية المتوارثة في هيكل الدولة.
تبدي هذا واضحا في التحفظ علي مخرجات سلام جوبا لإخراجها من سياقها السياسي ،عبر حملات إعلامية مسعورة لاغتيال رموز دارفور السياسية وفي ذلك رمزية لاتخطئها العين، وقد كشفت الفيديو الضجة بكل أسف مدي بؤس وافلاس وانحطاط العقل السياسي المركزي ،الذي لازال أسيرا للصورة النمطية المرسومة عن قيادات الهامش،التي عادة يتم اختزالها في الوزارة و الفارهة، والقصر ،والحاشية ،،،
ولكن يبدو ان تحركات مناوي الأخيرة ،قد وضعت المبضع في موضع الالم، وبالتالي ذاد صراخ من لم نسمع صراخهم من قبل ، الا حينما يمس المشرط موضع الاذي، في مراكز سطوتهم وسلطتهم ،ونفوذهم التاريخي، لذالك استامتوا لقطع الطريق امامه للوصول الي الرأي العام ..فطبيعي ان نسمع صراخ اقلامهم النائحة والمستاجرة،لقطع الطريق امام مناوي للخروج من دارفور الجغرافيا لقضايا الوطن الكبير، ومن جلباب الاقليم لعباءة السودان ،وماكانت دارفور الا صدي لأزمة التاريخية .

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق