تحقيقات وحوارات
الصراع الأثيوبي وانعكاساته على زيادة حركة اللاجئين بالبلاد
الخرطوم: سودان بور
يخشى كثير من المشفقين علي السودان الذي يعاني اصلا منذ الثورة من ضائقة معيشية وازمة اقتصادية وارتفاع في معدلات التضخم ونقصان قيمة النقود الذي انعكس علي حياة المواطنين مزيدا من المعاناة وشظف العيش؛ اضافة الي كارثة السيول والامطار التي ضربت البلاد مؤخرا فاضاف اعباء اضافية علي المواطنين! مع كل ذلك يتخوف المراقبون من مزيد من المعاناة حيث تتجه موجات بشرية جديدة من اللاجئين مرة اخرى نتيجة الحرب الاثيوبية لتزيد اعداد اللاجئين الموجودين سابقا من اثيوبيا عبر الحدود الشرقية للبلاد مع الحبشة نتيجة لما يدور فيها من نزاع مسلح مابين الجيش الاثيوبية الفيدرالي وجبهة تغراي؛
ياتي التخوف من عدم وجود الدعم الغربي بحسب قوانين الامم المتحدة وعدم كفايتها مع حاجة المواطنين السودانيين انفسهم للدعم بما جعل كثيرين يشككون في حقيقة دعم المنظمات الاممية والجهات ذات الصلة من منظمات الغوث الاممي التي اشتكى منها منذ الموجات الاولى لتدفق اللاجئين الاول بعد نشوب النزاع في منطقة تغراي؛ حيث عانى اللاجئيين معاناة حقيقية ونقص مريع في الخدمات ليتساءل الجميع هل ذلك مقصود لارباك المعسكرات او تجويع اللاجئين لخلق بيئة مؤاتية لتجدد النزاع في مناطق جديدة لاتساع رقعته! النزاع حول الموارد الشيحيحة فيما بين اللاجئين انفسهم او بينهم وبين اهالي المنطقة المضيفة خاصة وان هنالك احتقان مكتوم مابين البلدين حول الحدود في هذه المناطق بالاضافة للاتهامات المتبادلة فيما بين الدولتين بمساعدة ودعم المعارضة بصورة خفية!
ولا ننسى ان السيولة الامنية والحالة المذرية لمعسكرات اللجوء نتيجة للنقص الكبير في الاحتياجات والاغاثة تسمح بهروب كثير من اللاجئين من المعسكرات الخاصة بهم الي داخل البلاد اضطرارا مما ينعكس علي اوضاع اقتصاد البلاد ومزيدا من المعاناة للمواطنين بخلاف مايمكن ان ينتج عن ذلك من انفلات امني وتجارة في البشر ومشاكل وتعقيدات اكبر من اللجوء نفسه بحيث تبقي مشاكل اللجوء واثره علي البلد المضيف اكثر من اختزالها في تسلل بعض اللاجئين من معسكرات اللجوء نتيجة لسوء الخدمات ومايجدونه من ثغرات في النظام تمكنهم من التسلل الي داخل البلاد وما تتركه هذه العملية من مضاعفات علي الامن القومي للبلاد والخدمات الضرورية بالنسبة للمواطنين وانهاك الاقتصاد المنهك اصلا!؟