سياسة
وزيرة الدفاع الألمانية تعلن عجزها عن إرسال أسلحة لأوكرانيا.. خسائر الغرب
الخرطوم: سودان بور
أعربت وزيرة الدفاع الألمانية كريستينة لامبرشت عن اعتقادها بعدم وجود إمكانيات أخرى لإرسال أسلحة من مخزونات الجيش الألماني إلى أوكرانيا في حربها الدفاعية ضد روسيا.
وفي اجتماع مغلق للحكومة الألمانية في قصر الضيافة ميسبرج القريب من برلين، قالت لامبرشت الثلاثاء: “يجب أن أعترف كوزيرة للدفاع بأننا وصلنا إلى حدود ما يمكننا تسليمه من الجيش الألماني”.وأضافت الوزيرة المنتمية إلى حزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي الديمقراطي أن الجيش يجب أن يكون قادراً على ضمان الدفاع الوطني والدفاع في إطار حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وأكدت أنها بحكم منصبها ستراعي بكل دقة استمرار هذا الوضع.كان الجيش الألماني سلم أوكرانيا أسلحة من بينها عدة مدافع هاوتزر ذاتية الدفع (قطع مدفعية ثقيلة) بالإضافة إلى راجمات صواريخ متعددة.كانت رئيسة لجنة الدفاع في البرلمان الألماني ماري-اجنيس شتراك-تسيمرمان طالبت قبل أيام قليلة باستمرار تزويد أوكرانيا بأسلحة من مخزونات الجيش. وتحدثت تحديدا عن ناقلات الجند المدرعة طراز ماردر وقالت إن من الممكن للجيش أن يحصل على بدائل لها من قطاع الصناعة وأبدت لامبرشت “تفاؤلها الشديد” حيال إمكانية تنفيذ عملية تبادل دائري في المستقبل القريب مع اليونان لدعم أوكرانيا، فيما عرضت على بولندا إجراء المزيد من المحادثات.ويعني التبادل الدائري أن يقوم أعضاء في حلف (ناتو) من الدول الواقعة شرقي أوروبا بتوريد أسلحة سوفيتية الصنع إلى أوكرانيا على أن تحصل هذه الدول في المقابل على أسلحة من ألمانيا لتعويضها عن الأسلحة التي أرسلتها إلى أوكرانيا.وترجع فكرة هذه العملية إلى أن استخدام الأسلحة السوفيتية الصنع أسهل بالنسبة للجنود الأوكرانيين من استخدام المعدات الغربية التي تعتبر جديدة بالنسبة لهم.وكانت الحكومة الألمانية أبرمت بالفعل اتفاقات تبادل دائري مع كل من التشيك وسلوفاكيا في المقابل أبدت بولندا التي قدمت نحو 200 دبابة لأوكرانيا عدم رضاها عن العروض الألمانية وأعربت عن شكواها من هذه العروض بصوت عال، كما لم تتوصل ألمانيا إلى اتفاق بعد مع اليونان وسلوفينيا.
صراخ الغرب
وفي السياق أكد الدكتور سمير عطار الخبير في العلاقات الدولية ان الغرب الأوروبي بدأ الصراخ وأن ألمانيا التي تتحدث الآن عن فقدان الكثير من مخزونها من السلاح هو في حقيقته ذهب بدون تحقيق فائدة كما هو مخطط له في الوقت الذي تواصل فيه روسيا انتصاراتها وتقدمها على الأرض.
وبين عطار ان السلاح المقدم لكييف معظمه تم تدميره من القوات الروسية وقال بالمعطيات التي نراها الان ومؤشرات لم يعد في إمكان الغرب دعم أوكرانيا بالسلاح في هذه الظروف وقال إن الدعم الذي قدم لم يكن ذا جدوى ببساطة لأن السلاح الروسي كان أكثر فعالية وموسكو كانت ولاتزال تدرك أهدافها من وراء هذه الحرب ولذلك تتقدم وتعرف كيف تدير الحرب بينما الدول الأوروبية انساقت خلف الأجندة الأمريكية بلا رؤية ولا حسابات وهذه نتيجة طبيعية للتخبط في القراءة السياسية والاستراتيجية للموقف من موسكو..
خسائر فادحة
وفي السياق قطع المحلل الاستراتيجي محمد مجاهد بعدم جدوى ماقدمه الغرب من دعم لأوكرانيا وقال الواقع انهم تكبدوا الهزيمة ربما بصورة أفدح من أوكرانيا وقال إن خسائر الدول الأوربية رأيناها في تراجع مستويات الطاقة والمخاوف التي انتابت المواطنين وقال إن المواطن الأوروبي ينظر إلى موقف الحكومات بالمتهور وتراجعت شعبية قادة الحكومات هناك وبعضهم غادر المشهد وقال إن كل الحكومات الأوروبية دفعت وستدفع الثمن وسيتعين عليها إعادة حساباتها أو مواجهة الفاتورة للمواقف السياسية المتهورة وقال مجاهد أن أوكرانيا نفسها تكبدت كل هذه الخسائر لعدم معرفة زيلسينكي بالمخططات الغربية وذهبت ضحية لأطماع وأكد أن موسكو لم تتراجع ولكن من يتراجع الان ويعاني هو الغرب والدول الأوروبية التي اتخذت موقفاً معادياً لموسكو.