أخبار
خبراء : ” قحت” اضاعت على السودان فرصة العبور للمستقبل بتطبيق مخادع لأساليب نظام البشير
الخرطوم: سودان بور
يظل تقييم تجربة حكم الحرية والتغيير خلال الثلاث سنوات من عمر الفترة الانتقالية في السودان، تتحكم فيه طبيعة محددات وممارسات الحرية والتغيير وطريقة حكمها والوسائل التي استخدمتها في التمكين والسيطرة على صناعة القرار.
يرى المراقبون لتجارب الحكم الانتقالي السابقة في السودان، عند مقارنتها بالفترة الراهنة، بأن تجربة الحرية والتغيير خلال الفترة الانتقالية الحالية، من أبرز نتائجها انها وضعت البلاد في تعقيدات وعرضتها لأول مرة لخطر التلاشي بسبب التكالب على السلطة وصراع المصالح والكيد السياسي والمحاصصات،حيث تقف تجربة لجنة إزالة التمكين كاكبر شاهد على العصر في الظلم وانتهاك حقوق الإنسان وتدمير مرافق الدولة وضرب الخدمة المدنية ومحاولة تفكيك الجيش السوداني وخلق الفوضى.
وبات واضحاً لكثير من المراقبين أن الحرية والتغيير قد اضاعت فرصة لا تعوض بثمن على الشعب السوداني للعبور إلى المستقبل، حيث لم تستفد من الإجماع الذي وفرته الثورة، في التوافق الوطني وخلق فرص الاستقرار والتنمية والسلام.
ويقول المحلل السياسي الدكتور عوض جبريل الخبير القانوني أن الفترات الانتقالية تحدد مهامها وطبيعة عملها في التأسيس للتحول الديمقراطي وتهيئة الوضع لإقامة الانتخابات ليختار الشعب من يحكمه دون وصاية من احد، مع حفظ الأمن والاهتمام بمعاش الناس.
واضاف قائلاً ” من الواضح أن حكم الحرية والتغيير في الفترة الانتقالية تميزه بأن قحت تركت المهام الاصلية التي كان عليها القيام بها خاصة تهيئة المسرح للانتخابات والاهتمام بمعاش الناس والحريات.
وقال إن التطبيق الخاطئ للممارسة الديمقراطية من قبل قحت أدى إلى كراهية الناس للديمقراطية التي مارستها قحت كونها ديمقراطية ذات خصائص قائمة على تكريس الظلم والاكراه والإقصاء ونهب أموال الناس وصرف النظر عن اهتمامات المواطنين في العلاج والصحة والتعليم.
وأكد الخبير القانوني أن الحرية والتغيير حاولت من خلال ممارستها للحكم التأسيس للحكم المدني عن طريق وضع اليد وبدون وسائل الديمقراطية المعروفة وهي الانتخابات، مبينا أن تجربة قحت في الحكم أرادت أن تأتي بنموذج للحكم غير موجود اصلا في طبيعة الحياة السياسية للدول حيث من المعلوم أن الحكم اما ملكي او ديمقراطي او استبدادي يأتي بانقلاب اما الذي اسسته قحت فهو استبداد قائم على الفهلوة.
بينما يرى قطاع واسع من الناس وفريق من الخبراء بأن تجربة قحت في الحكم الإنتقالي لم تأت بجديد غير انها نظرت من خلال ممارستها للسلطة لنظام البشير وكيف كان يمارس سلطته فعملت على تطبيق نموذجه في الحكم.
المحلل السياسي الدكتور محمود تيراب يقول في تحليله لفترة حكم الحرية والتغيير، إن طريقة ومنهج الحرية والتغيير في الحكم والوسائل التي استخدمتها بعد وصولها للكراسي، من استهبال سياسي وغيره قد شوهت الممارسة السياسية من خلال نشر خطاب الكراهية وسط مكونات المجتمع، حينما رأت استبداد نظام البشير وعملت على تطبيقه باوجه ووسائل أخرى.
يؤكد الخبراء ان كل ماعملته قحت هو انها طبقت كل ماتراه في نظام البشير وبصورة اسرع فعملت على التكسب المادي من الوظائف والامتيازات فقط خلال الثلاث سنوات والذهاب إلى حيث أتت، بعد أن تركت البلاد مستباحة للتدخلات الأجنبية التي استجلبتها، دون مراعاة لقيم وبطولات الشعب السوداني وكرامته.