رأي

عرفة صالح يكتب: أين انتم يا هؤلاء من هذه الكارثة ؟

شهدت بعض مدن السودان في خريف هذا العام كوارث بسبب السيول والامطار التى خلفت خسائر في الارواح والممتلكات وفقدت الاسر منازلها واصبحت تعيش في العراء في وضع ماسوي،حيث ان المصيبة كانت اكبر من امكانيات الذين حلت بهم، واكبر من امكانيات الحكومة المركزية وحكومات الولايات التى ضربتها السيول والامطار .
هذا الحدث والكارثة التى المت باهلنا في المناقل و في نهرالنيل وفي النيل الابيض وكسلا حركت وجدان ومشاعر الشعب السوداني وكل مؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني الوطنية ،والدول الصديقة والشقيقة وكل اتي بسهمه كثيره وقليله دعما ومساندة للمتضررين الذين تأثروا بالسيول والأمطار .
والشىء الغريب والمدهش هناك من يطالب بحقوق الانسان و بالتكاتف والتعاون والوقوف مع الشعوب المنكوبة بسبب المأساة التى حلت بهم ،ولكن لم نسمع باي دعم من الدول التى تتبني الوصايا على الدول وتطالبها بالديمقراطية والعدالة والمساواة بين مواطنيها، أين الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الامريكية من هذه الكارثة ، وأين دعمهم للشعب السوداني ولاهم (فالحين) فقط في زرع الفتن بين ابناء الشعب الواحد وتعطيل حياته من اجل مصالحهم الذاتية بفرية التحول الديمقراطي .
والغريب والمدهش موقف الأحزاب والقوى السياسية التى تدعي الوطنية وتتبني شعار التغيير واطلقت حملة حنبنيهو ،وملاوا الدنيا بشعارات وردية وتبنوا نظرية هم الأصلح والأجدر لقيادة
تغيير البلاد الى دولة مدنية ديمقراطية والي دولة القانون ودول العدالة والمساواة ،لكن للاسف كل هذه الشعارات يبدوا انها جاءت من أجل الاستهلاك السياسي وسواقة الناس بالخلاء ،هذه الأحزاب والقوى السياسية التى تملأ الدنيا صياحا وهياجا لن تفعل في هذا البلاد شىء يذكر ،وحتى كارثة السيول والامطار لم نسمع بان هذه الاحزاب التى تنعت نفسها بالتاريخية والحريصة على مصلحة الوطن بتسيير قافلة للمتأثرين بالسيول حتى لو كانت مكونة من جوال بلح واحد يوزع للاسر وهي تفترش الأرض في انتظار الغوث والدعم والمساندة .
كنا نتمنى من الأحزاب التى تتحدث على قضايا وهموم المواطن والوطن وهي مجتمعة الا المؤتمر الوطني ان تكون قدر المسؤولية وان تقف مع المواطن المكلوم ،ولكن يبدو هذه الكتل السياسية المنتشرة في البلاد همها الاول والاخير الكرسي وليس دونه ، والا لماذا لم نسمع بان الاحزاب والقوى السياسية مجتمعة بتسير غافلة ان شاء الله من عيش( ناشف) او سندوتشات فول وطعمية ، فقط فصاحة وطولة لسان وصراخ وكواريك بدون عمل وفعل على الأرض .
اين مقولة نحن مع الشعب واين موقفهم من الكارثة الان ؟ وهل المواطنين الذين ضربتهم الامطار وشردهم من ديارهم لم يكونوا جزءا من الشعب السوداني ؟ ام ان الذي حدث لم يكن من ضمن الدولة المدنية والتحول الديمقراطي ومصالح الغرب الذي يصوب كل جهوده لتخريب وتفكيك المجتمع السوداني وللاسف يتم ذلك عبر بنيه الذين يوزعون في صكوك الغفران لنفسهم ويتهمون من خالفهم الرأي بعديمي الوطنية والفاسدين وكانهم الشريف الرضى وشعب الله المختار.
وبالنظر للوضع المأساوي لمواطني المناطق المتاثرة بالسيول والامطار ان المؤسسة العسكرية المغضوب عليها من قبل الجماعة المطالبين بهيكلتها ،والذي امتد الامر بهم الى تأسيس جيش جديد كحالة غريبة لم نسمع بها في العالم الا في الدولة العربية الى سلمت نفسها للغرب وامريكا ودونكم العراق وليبيا فالمؤسسة العسكرية قدمت للمتضررين الدعم والمعونة وسيرت القوافل وتبعها جهاز الامن والمخابرات والشرطة والمؤسسات الحكومية الاخرى قدموا الدعم والعون لها وحتى الا المؤتمر الوطني كما يحلو للاحزاب والقوى السياسي عندما تتحدث عن مصالحة وطنية ورغم الحصار المفروض عليه والحملة المنظمة ضده منذ التغيير قدم دعمه المادي والمعنوي والانساني للمتضررين ولم يقف مكتوف الايادي خاصة في القضايا التى تهم المواطن ،وحتى منظمة الدعوة الإسلامية التي استأنفت نشاطها قبل فترة وجيزة من الان دفعت قبل يومين بقافلتين للمناقل وكسلا وكذلك محلية الكاملين قدمت دعمها لمتضرري المناقل أين انتم يا هولاء من هذا ؟ان بناء الاوطان لا يتم بالتشنج ولا بالصياح ولا بالصوت العالي ولا بالهرجلة ولا بالتخوين ولا بشيطنة الآخرين ولا بتوزيع التهم جزافا ،وانما يتم بالتصالح والعفو والتسامح والتسامي فوق الصغائر والجراحات وبالهمة الوطنية وبالعمل الجاد الخالص .
ان الذي يحدث الان في السودان مع توسع الدوائر الاجنبية الخبيثة وتدخلها في الشان الداخلي بهذه الصورة البشعة والوقحة والمزعجة سيقود حتما الى فرتكة البلد طوبة طوبة وسيحول الشعب الى لاجئين ونازحين ان لم نبتعد من سياسة التبعية للغرب والولايات الأمريكية المتحدة والارتماء في أحضانهم ، تمنياتنا ان تتفق القوى السياسية بالبلاد على رؤية وطنية موحدة تجنب البلاد من التهلكة والعمل سويا لبناء دولة بكل هدوء بعيدا عن التشنج والصياح الذي لايجدي نفعا،
نسأل الله ان يجنبنا الفتن ماظهر منها ومابطن ،حسبنا الله ونعم الوكيل.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق