رأي

عمر كابو يكتب: خذوا الحكمة من هوسا القضارف

خذوا الحكمة من هوسا القضارف
كتب: عمر كابو
مثلت أحد أكبر القبائل التي عاشت وأثْرت وأثّرت في مجتمع القضارف٠٠ رفدت القضارف بثقافات وتقاليد حميدة فانتشرت علي يديها خلاوي القرآن وباحت الطريقة التيجانية فيها بأسرارها وصلاة الفاتحة فهم يرددون في سرهم ونجواهم(الفاتح لما أغلق والخاتم لماسبق ناصر الحق بالحق والهادي إلي صراطك المستقيم حق قدره ومقداره العظيم) بذلت شهي (الأقاشي) لضيوفها مع لذيذ (القدوقدو) شراباً لذة للشاربين٠٠ وما فتيت تقدم للقضارف وللسودان أعظم الرجال وأنقاهم سريرة في مسافات الحياة المختلفة؛ قدمت للقضارف في مجال الدعوة الشيخ الداعية يحي محمد داؤد وشقيقه الأستاذ المربي داؤد محمد داؤد وشيخ سابع محمد ثاني وفي السياسة والعمل السياسي المخضرم محمد أبكر ناظر القبيلة المعتمد السابق؛والسياسي المعتق هارون الطاهر والشاب المبدع خالد نوح والشاب النشط أنس وفي الرياضة الإداري الفذ المحامي رمزي يحي عضو الاتحاد العام لكرة القدم٠٠٠ وما تكاد تذكر القضارف إلا ويذكر نادي إشراقة النادي العملاق صاحب ميراث في المجد والعطاء والفعل الثقافي والتاريخ المؤثل التليد فما زالت جماهير القضارف تتغني وتهتف (اشراقة فن ولياقة) وهي تستمتع وتعشق طلعات خليل ترافولتا وأهداف بحر وعكسيات خالد ورأسيات حاج عبده وصمود حافظ وبسالة يحي واختراقات شوقي وتابلوهات حموري أفضل من أنجبته الكرة السودانية مراوغة للخصوم ومخزوناً لياقياً عالياً ولياقة ذهنية مكتملة وقدرة فائقة علي الاختراق والتصويب الدقيق في المرمي ثم هي جادت للشرطة بسعادة المقدم العظيم والنائب التشريعي القدير عبدالجبار عبدالقادر ووهبت القوات المسلحة سعادة العميد حمزة محمد صالح رئيس نادي إشراقة السابق وصاحب اليد الطولي علي النشاط الرياضي في القضارف٠ وفي الاقتصاد والتنمية لها سجل ذاخر في الزراعة وحزمها الزراعية المختلفة كأفضل عمالة استفادت منها أسواق المحاصيل فقد مثلوا عنصراً مهما في عمليات الشحن والتفريغ بجانب اسهامها الوافر في تجارة الخضر والفاكهة وتربية الدواجن٠ وفي مجال ريادة الأعمال يبرز الراحل أبكر حبيب كأحد أبرز رجال الأعمال بمدينة القضارف والفخيم حمزة محمد داؤود٠ أما القانون فإنها قدمت المحامي الضليع أستاذنا عثمان حبيب وأستاذنا المحامي أحمد عثمان والصديق المحامي رمزي يحي٠٠ وفي الصحافة يشمخ بقوة الشاب الخلوق المبدع ياسر العطار والمرحوم صاحب البصمة مهدي محمد سعيد آنس الله وحشته ورحم غربته وقبل حسناته٠
هولاء بعض رموزها الذين استمدوا نبوغهم من نبوغها وعطاءهم من عطائها فبحق أعطوا القضارف ومابخلوا عليها وما استبقوا شيئا٠٠٠ سيظلون نفحة من عبق وخلاصة نور من مصدر الشمس لوحة تجسد التعايش السلمي مع مكونات الولاية الأخري في أعظم تجلياته ونسيج مجتمعي موحد في أبهي تصوراته٠٠ جسد واحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي٠
من أجل ذلك لم أندهش أن قامت هذه القبيلة أول البارحة بالتجمع في حشد كبير وبشكل حضاري وبطريقة سلمية انتفت فيها كل أشكال العنف والتدمير والتهشيم والتخريب ادانة ورفضاً للقتل الذي لحق أفرادها بالنيل الأزرق ولو أرادوا الخراب لما صدهم صاد ولكنهم ألفوا السلمية ورغبوا أن يظهر بشكل سلمي لتحافظ علي تقاليدها الراسخة في السلم والأمان التي عرفت به عبر تاريخها الطويل الممتد بالقضارف٠
عباس كابو

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق