رأي

عماد محمد الأمين يكتب: مهمشون ولكن

زيارتنا التى امتدت ليومين كاملين الى البطانة برفقة والى القضارف محمد عبدالرحمن محجوب ووزير الثروة الحيوانية والسمكية الاتحادى حافظ ابراهيم عبدالنبى ووفده الكبير الذى ضم عدد من الزملاء الصحفيين والاعلاميين رغم طول المسافات نسبة لترامى سهل البطانة ومساحته الشاسعة التى تعادل ٤٧% من مساحة الولاية والتعب الا ان هناك ما ينسى الناس بعض مشاق السفر وارهاقه فالناس هناك كرماء للحد البعيد فى الطريق الى قيلى تجد من يقطع الطريق للوفد وباصرار عجيب (حرم آناس كان تنزلوا تكرموا ) تذبح الخراف وبعضها ترفع فى العربات حاجة مدهشة والله لو كنت مسؤولا لخجلت من نفسى فتناسى امثالهم لا يليق بمن يتحمل مسؤولية الحكم فى هذه البلاد فمستوى تقديم الخدمات للمواطنين والرعاة وملاك القطيع لا تكاد ترى بالعين المجردة رغم تنازلهم عن اهم شئ يملكه الانسان وهو الصحة فالنشاط التعدينى هناك يمثل قنبلة موقوتة قابلة للانفجار تحت اى لحظة لكم ان تتخيلو سد مدينة الصباغ والمورد الرئيسى واكبر مصدر لمياه الشرب توجد حوله خمسة مواقع للتعدين والذى تستخدم فيه مواد معروفة بضررها البليغ وهى الزئبق والسينانيد فالحكومة هنا مطالبة بضرورة عمل مسح بيئ شامل للتاكد من عدم تضرر تلوث المياه بالسد والتى يعتقد البعض بان هناك مؤشرات لوجود تلوث فى مصادر المياه بعض ظهور حالات وضوع اجنة مشوهة لاطفال حديثى الولادة وحيونات فى السهل الممتد فالوضع ينبئ بكارثة صحية كبيرة قد تمتد اثارها لعدة اجيال قادمة ان لم يتم تدارك الاوضاع فبعض المواطنين الذين تجاذبنا معهم اطراف الحديث اشاروا لرفضهم للنشاط التعدينى بالبطانة لما يمثله من خطر على صحة الانسان والحيوان فاكد بعضهم بان هناك موضوع خطير جدا ولا يلقى له احد بال فالحكومة مهمومة بالايرادات والتى تعطى الاولوية واعتبارها شيئا مقدما على الانسان وصحته هذا ما شاهدناه ولاحظناه ولمسناه نحن ايضا ولا يحتاج لادنى مجهود وكبير عناء لتشاهد الاستهتار بحياة الناس وكانهم لا يعنون شيئا من اجل الحصول على الذهب ايها الناس اعيرونا اذنكم وانتباهكم ولو قليلا من الزمن اشار بعض المواطنين من اهل المنطقة ان الحفر الكبيرة بعد انتهاء التعدين بها وتحول النشاط لموقع اخر تمتلئ هذه الحفر بالمياه فى موسم الخريف فيجدها الرعاة مليئة بالمياه الملوثة بالمواد التى تم استخدامها لاستخلاص الذهب فى عمليات الشرب للانسان والحيوان متخيلين معاى حجم الكارثة التى يمكن ان تحدث فى المستقبل فهؤلاء يشيرون لاهمية ايقاف النشاط التعدينى بالمحلية لطبيعة المنطقة باعتبارها سهل ومصادر المياه سطحية ومكشوفة فيه فالمواد المستخدمة فى الاستخلاص مؤكد جدا ان تجرفها السيول وتختلط بمياه الشرب فى السدود والاودية المنشرة بسهل البطانة فطبيعة المنطقة مهما فعلت لا تستطيع ان تحد من عمليات اختلاط المواد السامة والضارة بالمياه فالكارثة لا محالة قادمة لكن من يستمع لحديث زرقاء اليمامة وتحذيرها لان الايرادات مقدمة على صحة الانسان هذا ما يحدث بالضبط بالبطانة فالمسؤولية والامانة المهنية تحتم علينا نقل ما شاهدناه بصدق وشفافية عملا بالقول المأثور (لا خير فينا ان لم نقلها )
ولنا عودة عن المسؤولية المجتمعية …..
نواصل غدا

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق