سياسة
هل يستطيع السودانيون التوافق على تشكيل حكومة؟
الخرطوم: سودان بور
في الوقت الذي تشتد فيه معاناة الشعب السوداني نتيجة عدم وجود حكومة من شأنها إكمال ما تبقى من الفترة الإنتقالية، تحتشد الساحة السياسية بكثير من الشائعات والتصريحات والتسريبات التي تتحدث عن تكوين حكومة من الأمة القومي والاتحادي الأصل، وفقأ لما أوردته اليوم التالي الصادرة اليوم الاثنين، الامر الذي يطرح التساؤلات، عن مدى قدرة السودانين بمختلف قواهم المجتمعية والسياسية على تجاوز خلافاتهم وتكوين حكومة.
للإجابة على سؤال هل يستطيع السودانيون التوافق على تشكيل حكومة لابد من قراءة تصريحات عدد من ممثلي المجتمع الدولي، فقد قال الوفد البرلماني الأوربي الزائر للسودان، برئاسة رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوروبي ديفيد مكاليستر، عقب لقاءات شملت نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو وعدد من أعضاء المجلس الآخرين، إن التأخير في تشكيل حكومة وإيجاد مخرج من الأزمة الحالية بالسودان، سيؤدي إلى مزيد من تدهور الاقتصاد والوضع الإنساني في جميع أنحاء البلاد وتفاقم التحديات التي وصفها بالهائلة التي يواجهها الشعب السوداني.
بينما تزامنت تصريحات البرلمانيين الاوربيين مع تصريحات رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان على هامش مشاركته في أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة بنيويورك التي أكد من خلالها، أن المكون العسكري لن ينتظر طويلاً.
ويرى مراقبون للشأن الانتقالي في السودان بأن هناك حاجة ملحة تحتم على القوى السياسية تجاوز خلافاتها والنظر إلى المستقبل وإلى مصير الأجيال القادمة.
الا ان المحلل السياسي الدكتور محمود تيراب يرى أن المواقف الغربية تجاه تشكيل حكومة يشوبها كثير من الغموض أن لم تكن في إطار جس النبض او المساومات، مبينا ان الفاعلين الغربين والاقليمي لم يمارسوا اية ضغوط على القوى السياسية لحثها على التوافق.
وتابع بأن الغرب يريد أن ينصب الفخاخ للمكون العسكري ليتحمل تبعات تشكيل حكومة، بينما هو لم يقدم شيئا يذكر تجاه حمل المدنيين على الإسراع على التوافق وتشكيل الحكومة كما أنه لم يضغط عليهم بكرت الانتخابات.
ويحمل تيراب القوى الغربية وعلى رأسهم لاوروبيين بأنهم هم جزء من الازمة الحالية وذلك لأنهم ظلوا يقومون بالتحريض وتقديم الدعم الذي قدموه للحرية والتغيير مجموعة المركزي والقوى اليسارية مما تسبب في شجيع هذه المجموعات للتمادي في عرقلة جهود التوافق بل اصبح الدعم الأوربي والعربي لقحت اليوم اساس عدم التوافق
وأشار تيراب إلى حديث مبارك اردول القيادي بالحرية والتغيير مجموعة التوافق الوطني والتي قال فيها “اما توافق او لا حكومة” ، معتبرا بأن هذا الحديث يؤكد أنه بدون توافق لن يستطيع اي كائن تشكيل حكومة.
ويرى الخبراء بأن النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو قد ظل يتحدث بصورة مستمرة عن التوافق وان حل الأزمة هو في توافق الشعب السوداني بمختلف مكوناتهم وقواهم السياسية للتراضي على حلول تفضي إلى تشكيل حكومة تقود إلى التحول الديمقراطي.
وبالتالي يحتاج الشعب السوداني إلى إجابة للسؤال: هل يستطيع السودانيون التوافق على تشكيل حكومة توطئة لإنهاء أمد الأزمة السياسية الراهنة.