تحقيقات وحوارات
ازدواحية الغرب.. العون الانساني وسيلة للابتزاز
الخرطوم: سودان بور
دعا النائب الاول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو في لقائه مع “آنيت ويبر” مبعوث الاتحاد الاوروبي للقرن الأفريقي؛ الاتحاد الاوروبي الي عدم تسييس المساعدات الانسانية! وذلك بات مكشوفا لدى الجميع وخصوصا السودانيين الذين يعلمون جيدا ان الدعم والتمويل الاوروبي مشروطا بافكار وقوانين وتغيير ثقافي محدد بل مشروطا بتسَيُّد تيارات محددة في الساحة السياسية هي فقط من تتلقى الدعم والمساندة والتمويل! وقد نادى دقلو من قبل في خطاباته الجماهيرية المجتمع الدولي بتوضيح موقفه في دعم وتمويل ومساندة السودان ام مساندة احزاب محددة بقوله نريد ان نعرف هل يريد المجتمع الدولي مساعدة الشعب السوداني ام دعم احزاب وتيارات محددة من الساحة السياسية بالبلاد!
مطالبة شجاعة مرة اخرى يبديها النائب الاول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي لمبعوث الاتحاد الاوروبي في لقائه الرسمي؛ فضلا عن ايفاء المجتمع الدولي بالتزاماته تجاه السلام خاصة الترتيبات الامنية التي تعني تطبيع الحركات العسكرية وتحولها لحركات مدنية؛ وذلك للحرص الكبير الذي يبديه النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي تجاه عملية السلام؛ وقد ظل الغرب وامريكا والاتحاد الاوروبي ومنظمات التمويل الدولي؛ التي تعتبر ادواتاً لها؛ كالعادة تتخذ من الدعم وسيلة للابتزاز السياسي وهو ماظلت تتعاطى به مع السودان بحيث اوقفت اي تمويل او دعم تم الاتفاق عليه بعد الخامس والعشرين من اكتوبر الذي غير موازين الساحة السياسية ضمن الصراع الداخلي بين التيارات والاحزاب السياسية بالبلاد؛ الامر الذي ماكان له ان يغير من سياسية الاتحاد الاوروبي لو لم يكن يميل لطرف او تيار سياسي في الساحة الداخلية للبلاد! وذلك لا شك تدخل سياسي مرفوض! لان التساؤل مايزال قائما، هل الدعم الممنوح هو للشعب السوداني ومساعدته للانتقال؟ ام لتيارات محددة من بين الشعب اذا غابت من الساحة توقف دعم اوروبا ومؤسسات العون العالمي للبلاد؟
يؤكد الخبراء تعاطي الغرب والمنظمات الدولية التابعة له بازدواجية واضحة بل ويتخذ ذلك اسلوبا للضغط والابتزاز وترويض الدول؛ دون اي اخلاق او وازع إنساني! وتأتي دعوة “دقلو” للاتحاد الاوروبي وما وراءه من منظمات صرخة من أجل الحق والعدالة والانسانية التي ترفعها هده الدول شعارات للكسب السياسي دون اي التزام بمضامينها! حتي يضعها مثل نداء “دقلو” في مواجهة مع الضمير الانساني ليحكم علي ازدواجية الغرب ومؤسسات عونه العالمية!