سياسة
تحذير السفير الأمريكي من القاعدة الروسية بالخرطوم.. تدخل سافر
الخرطوم: سودان بور
حذر السفير الأمريكي في الخرطوم، جون جودفري، من محاولة السلطات السودانية إعادة التفاوض حول إنشاء قاعدة روسية على البحر الأحمر، معتبرا أن ”ذلك سيكون ضاراً بمصالح السودان، ومن شأنه أن يؤدي إلى مزيد من عزلة البلاد“.
وقال السفير الأمريكي في مقابلة مع صحيفة ”التيار“ السودانية، أمس، إنه ”تابع تقارير إخبارية تكشف عن سعي روسيا لتنفيذ اتفاق سابق مع الرئيس السوداني السابق عمر البشير، في العام 2017، لإقامة منشأة بحرية في بورتسودان، بينما العزلة الدولية حول الاتحاد الروسي والرئيس بوتين تتزايد حالياً بسبب الغزو غير المبرر لأوكرانيا“.
وأضاف جودفري: ”إذا قررت حكومة السودان المضي قدماً في إقامة هذه المنشأة أو إعادة التفاوض حولها سيكون ذلك ضاراً بمصالح السودان، ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى مزيد من عزلة الخرطوم في وقت يريد معظم السودانيين أن يصبحوا أكثر قرباً من المجتمع الدولي“.
وتابع السفير الأمريكي: ”جميع البلدان تتمتع بحق سيادي في اختيار البلدان الأخرى التي تنشئ شراكات معها، ولكن هذه الخيارات لها عواقب“، مشيراً إلى أن ”الولايات المتحدة الأمريكية ترغب في أن تكون شريكًا للسودان ويمكننا أن نكون شريكًا جيدًا، لكن المفتاح الذي يفتح الباب أمام تعاون أكبر بين البلدين هو تشكيل حكومة جديدة بقيادة مدنية وإطار انتقالي يعيد الانتقال الديمقراطي في السودان“.
وكانت موسكو نشرت في ديسمبر/ كانون الأول 2019 ـ عقب سقوط نظام عمر البشير ـ نص اتفاقية بين ”السودان وروسيا“، على إقامة قاعدة للبحرية الروسية على ساحل البحر الأحمر، على أن يحصل السودان مقابل ذلك على أسلحة ومعدات عسكرية من روسيا.
تدخل سافر
ويقول الدكتور شمس الدين الحسن الأكاديمي والمحلل السياسي ان حديث السفير جودفري يعتبر تدخلاً سافراً من الدبلوماسي الأمريكي في الشأن السوداني وأكد الحسن ان هذا الحديث يتخطى الدبلوماسية إلى الصفاقة والوصاية والإملاء.
وأشار الحسن إلى أن السودان من حقه تحديد الدول التي يتعامل معها وأضاف أن تصريح غودفري يحمل تناقضات تؤكد جنون أمريكا وخوفها من أي وجود روسي بالسودان والبحر الأحمر للدرجة التي تتحدث بتتاقض واضح تارة ترغيب وأخرى ترهيب ولاتدري ماهو الطريق الذي يجب عليها أن تسلكه.
تساؤلات
وتساءل مكي عبد الله الخبير الاستراتيجي عن ماهو الذي قدمته أمريكا للسودان طوال السنوات الماضية حتى يقول عنها السفير ستكون شريكاً مفيداً له وقال إن السودان في الواقع تأذى من أمريكا بالعقوبات المتطاولة والحصار وتحريض الدول.
وقال عبد الله روسيا دعمت السودان في المؤسسات الدولية في الوقت الذي ظت فيه محاولات الامريكان لمعاقبته من خلالها مستمرة وأشار إلى روسيا تتعاون عسكريا بصورة كبيرة مع الخرطوم وكذلك سياسياً واقتصادياً ومن المفيد تعزيز العلاقات معها بدلاً من انتظار وعود أمريكية متوهمة وكاذبة وقال عبد الله أن السفير الأمريكي يكذب بشأن تحقيق فائدة من التحالف معهم وهم يعملون من أجل مصالحهم وقطع الطريق على روسيا ومنع إقامة علاقات إستراتيجية معها .