رأي
أحمد حسين يكتب في نافذة أمان: السودان… نصر في الميدان وانتصار في السياسة
لعل ما يحدث اليوم في العالم تجاه السودان يحسب في خانة التحول غير المسبوق وذلك بفضل الجهود الرسمية والشعبية السودانية، والمتغيرات السياسية من الدول العظمى تجاه الراهن السوداني تعد انجازا كبيرا في السياسة والدبلوماسية لأنه لولا المواقف الصلبة التي أظهرها هؤلاء القادة في ميادينهم المختلفة لم تحدث هذه التحولات.
فمنهج السياسة السودانية الرسمية ينطلق من معتقدات شتى أولها الحفاظ على السيادة الوطنية للدولة وعدم التفريط فيها؛ وثانيا هذا المنهج يعض بالنواجز على أهمية تحقيق العزة والكرامة لشعب السودان بكل ما أوتي من قوى لأن الشعار المرفوع منذ اندلاع هذه الحرب اللئيمة هو أن الحرب حرب لاسترداد الكرامة الإنسانية للشعب السوداني الذي انتهكت حرماته وسرق ماله وممتلكاته واغتصبت فتياته وهجر مواطنوه ونزحوا من منطقة إلى أخرى دون جريرة ارتكبها ودون مسوغ قانوني.
مواقف رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وذكاءه في التعامل مع الغرب والطامعين ومحاولاته المستميتة في إيجاد حلول ومخارج للبلاد مما يحاك ضدها من مؤامرات؛ اعتمد سياسة الدهاء وأن يجد المعادلة التي يمكن عن طريقها أن تحفظ للسودان كرامته وعزته.
وانطلاقا من هذا التفكير كان الاتجاه شرقا وبزل جهود كبيرة لجعل كفتي الميزان متساويتين؛ فبمثل ما تبحث أمريكا عن موطئ قدم لها في السودان للظفر بالموارد؛ كذلك تفعل دول أخرى لتحقيق ذاك الهدف.
كذلك التعامل مع أمريكا بأننا نتعامل معكم وليس لنا مانخسره اكثر مما خسرنا بسبب الحرب يجعل الإرادة السودانية أقوى وأمضى في التعاطي مع السياسة والقضايا السودانية في الساحة الدولية.
فواشنطن وبحسب مصادر في مجلس السيادة تحدثت لـ”الشرق”: عن إبلاغها للسودان عن أن مباحثات سويسرا ستبنى على أسس اتفاقية جدة مع أولوية تنفيذ ما تم الاتفاق حوله
وهذا الموقف من الإدارة الأمريكية يعتبر تراجع كبير عن مواقفها السابقة منذ إندلاع الحرب حتي لحظة الإعلان عن مفاوضات الجنيف والتي لم تتكرم باستشارة الحكومة السودانية، او إخطارها رسميا بعقد مفاوضات مع توضيح بنود التفاوض واختيار الوسطاء والمسلهين والمراقبين .
وكذا ما أكدته مصادر متعددة أن أمريكا اعترفت مؤخرا بأن البرهان يمثل سيادة الدولة وستخاطبه في مكاتباتها له قادما بهذه الصفة رئيس مجلس السيادة.
اخيرا فإن هذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن السياسات التي اتخذتها الحكومة ممثلة في رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان كانت صحيحة اثمرت وأتت أكلها ولعمري ان هذا ماسيعرفه الشعب السوداني قريبا جدا.