رأي
عبد الله فتحي يكتب في نصف كوب: البزعي وايرا..سجلوا موقف للمهنية السودانية
د.عبدالله فتحي
يكتب/ نصف كوب
البزعي وايرا..سجلوا موقف للمهنية السودانية
………………………….
رشفة أولى :
الإعلاميين السودانيين والإعلاميات السودانيات (صحافة.اذاعة.تلفاز) على طول عمر الدولة السودانية وتقلباتها السياسية الحادة كانوا هم القابضين على جمر الثقافة القومية وربط النسيج القومي السوداني ووحدة الوجدان السوداني وتبني مدرسة وحدة التنوع وغرس محبة سودان الغابة والبحر والصحراء عميقا في تربة المستمع والقاريء والمشاهد السوداني.. اخترت من ذاكرتي دون ترتيب ( ربوع السودان ) ( كيف قيلتو) ( دكان ود البصير ) ( يوميات سائق تاكسي ) ( فرسان في الميدان ) ( بدون عنوان ) ( نجم ونغم ) ( جريدة المساء ) ( نبض الشارع ) ( مسادير ) ( ولألوان كلمة ) برامج ومقالات تضع السودان من ( مليط ) الى ( تسني ) في حدقات العيون شكلا ومضمون..وشعراء وفناني ومبدعي واعلاميي السودان لم يشتكي واحد منهم ولو عن طريق الهزل من تفرقة أو انتقاص أو اهانة لأي موروث ثقافي سوداني البتة..
أبو آمنة حامد وحسين بازرعة وود البدري وعادل مسلم وحيدر بورتسودان و..و..إبداعهم موثق في حنايا مؤسسات الاعلام القومي السوداني..و على مدى حياة ونشأة وولادة الصحافة السودانية و الإذاعة السودانية من قبل استقلال السودان وحتى وصول شقيقهما الأصغر التلفاز لم تحدث حادثة واحدة تثير الغبار على قومية المؤسسات الاعلامية السودانية.
رشفة ثانية :
برامج ثقافية شعبية قومية متنوعة قدمها الإعلامي السوداني المخضرم ابراهيم البزعي على أثير الإذاعة المسموعة ردحا من السنوات وعلى الشاشة المرئية عشرات البرامج التي تحدثت بلسان التنوع الجميل لأهل السودان..
استمعت لتسجيل الزميلة ( زينب ايرا ) وكان حديثها و ما دار بينها وبين البزعي حوارا عاديا معتادا مكررا ومألوف بين كل اداري واعلامي لديه خط مهني مؤسسي مدرك لحساسية الرسالة الاعلامية القومية خصوصا وبلادنا تتمزق إربا..إربا..إربا..بل كنت اتوقع من ايرا ان تحتفي بهذا الموقف من مدير الهيئة القومية في أنه لم يجامل أهل المدينة التي استضافت مؤسسات الدولة الرسمية بحفاوة وترحاب معروف بهم أهلنا في شرق السودان.
المؤسسة قومية..تتطلب الزي القومي..واللغة القومية الأم..والتحية القومية السليمة الملتزمة بحقوق جميع أبناء الوطن في رد التحية..والأخبار تحديدا لا تقبل الألوان..والخبر الملون سبة..وحديث ايرا اعتراف بالخطأ المهني الذي وقع منها من حيث تعلم ولا تعلم..
رشفة آخيرة :
الإعلامي المخضرم البزعي..السودانية المحترفة ايرا..تساموا فوق الصغائر..ضعوا الأمور في نصابها وبحجمها الطبيعي المؤسسي..تداركوا الأمر بتقديم اعلام قومي مهني لا يحابي ولا يجامل سوداني على حساب سوداني فيعالج الخطأ بأفدح منه.. وأهل الثغر اكبر من أن يكونوا باب جديد للفتنة وشرارة تزيد الدائرة الجهنمية التي أحاطت بأهل السودان اشتعالا..و..معاكم سلامة.????