تحقيقات وحوارات
التسوية السياسية .. تصريحات مضللة وتحذير من المساس بإتفاق السلام
الخرطوم: سودان بور
أثارت تصريحات رئيس بعثة يونيتامس فولكر بيريتس بشأن الخروج من الأزمة السياسية، لغطاً كثيفاً في الشارع السوداني، خاصة وأن فولكر أكد وجود محادثات تجري بين المكونين العسكري والمدني حول الحلول، مشدداً على أنه يجب ألّا يكون العسكريون جزءاً من المؤسسات خارج السياسة، مشيراً إلى أن البرهان أكد استعداده للخروج من الحياة السياسية.
في الأثناء شدد رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان على أنّه لا تسوية في السودان تحت الطاولة، ولن نقصي أي أحد، مؤكداً على عدم السماح لأي جهة أو حزب بإختطاف السودان. وأعلن البرهان عن بشائر لحلّ الأزمة السياسية الداخلية، مؤكداً أنّ القوى السياسية قدمت تنازلات، ونحن نرحب بها.
بالمقابل إعتبر أمين عام مجموعة التوافق الوطني بقوى الحرية والتغيير مبارك أردول أنّ تصريحات رئيس يونيتامس فولكر بيريتس حول إتفاق بين المدنيين والعسكريين تصريحات مضللة، موضحاً أنّ المدنيين لم يتفقوا مع العسكريين، وإنّما جلس مجرد (3) أشخاص من المجلس المركزي مع العسكريين سراً. وفي ذات السياق قال حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي أنّ ما يجري ليس تسوية، بل عودة إلى شراكة ما قبل 25 أكتوبر، مؤكداً أنّ الإتفاقات الثنائية ستعود بالبلاد إلى مربع لم تدخل فيه من قبل.
من جانبه حذر الخبير الإعلامي والمحلل السياسي عثمان أبكر من المساس بإتفاق جوبا لسلام السودان. وقال عثمان أن هناك مخاوف من بعض التسريبات والإتجاهات التي تتحدث عن مراجعة أو إلغاء الإتفاق. مشيراً إلى أن إتفاق جوبا لسلام السودان يعتبر من أفضل إنجازات الثورة، وهو إحدى الثمار الناضجة التي إقتطفها الشعب السوداني وأهل دارفور على وجه الخصوص، ولن يتم السماح لأحد بالمساس به، أو وضعه ضمن تسوية سياسية يتحدث عنها الجميع هذه الأيام.
وثمن عثمان جهود نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو في توقيع إتفاق جوبا لسلام السودان بين الحكومة السودانية وحركات الكفاح المسلح، مؤكداً أن جدية دقلو وحرصه على السلام خلال جولات التفاوض الماراثونية، أسهم بمستوى كبير في تعزيز الثقة بين الأطراف، وهو الأمر الذي قاد إلى تحقيق السلام وبسط الأمن والإستقرار في إقليم دارفور، مما شجع على العودة الطوعية للمدن والقرى، وساعد بقدر كبير على تأمين الموسم الزراعي وموسم الحصاد، وذلك بفضل إنتشار قوات الدعم السريع وبقية القوات النظامية الأخرى.
وأكد عثمان أن محاولات رئيس البعثة الأممية فولكر بيريتس لإعادة مجموعة صغيرة مكونة من أحزاب وشخصيات لا تتمتع بأية خبرات، أو قدرات لن تحل الأزمة السودانية، مشيراً إلى أن الحل الحقيقي للأزمة السياسية في السودان، هو ما أشار له نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو في كثير من خطاباته، بضرورة الوفاق والتوافق بين مكونات القوى السياسية في السودان، بعيداً عن التشاكس والتشاحن، وتنفيذ البعض للأجندة الغربية وتبنيهم لأطروحات لا تقود للوفاق والسلام.