رأي

أشرف إبراهيم يكتب: “العدالة الغايبة”

منصة
أشرف إبراهيم
العدالة *الغايبة”
* واحدة من أكثر الشعارات التي أستهلكت كثيراً في الثلاثة سنوات الأخيرة شعار “حرية سلام وعدالة” وعلى أرض الواقع غابت أو غُيبت هذه الشعارات عن عمد وأفرغت من محتواها حيث لاحرية وعشرات السجناء خلف القضبان بسبب الإنتماءات سياسية والتحفظ بلا محاكمة أو إطلاق سراح مايتنافى مع حق الإنسان في التمتع بحريته ويخالف القوانين والأعراف الدولية وحتى الوثيقة الدستورية الإنتقالية التي كتبوها بأيديهم وما توانوا في تمزيقها وتنفيذ مايروقهم وترك ما لايرغبون في تنفيذه ليتضح زيف الشعارات مع هذا الواقع المظلم.
* ولاعدالة أيضاً كما أشرت آنفاً وهنالك العشرات يقبعون في الزنازين دون محاكمة وفي هذه الزاوية نقف عند واحد من الذين يواجهون سجون العسف بعزة وشموخ جبُل عليه وهو الدكتور نافع علي نافع الذي ظل حبيساً منذ أكثر من ثلاثة سنوات دون توجيه تهمة والقضية الوحيدة التي وجه له فيها الاتهام هي قضية إنقلاب الثلاثين من يونيو وعلى خطل وتسييس القضية حيث تعتبر من القضايا التي سقطت بالتقادم وقد أصرت حكومة حمدوك على المضي فيها نكاية سياسية وتطاول أمدها حتى بعد ذهاب حمدوك وحكومته، إلا أن دكتور نافع ليس ضابطاً في القوات المسلحة ليحاكم على تنفيذ إنقلاب عسكري.
* إن العدالة مطلوبة للجميع ودكتور نافع واحد من قامات البلاد السياسية والأكاديمية والعلمية والوطنية ومن الذين أعطوا ولم يستبقوا من أجل هذا الوطن الخير المنكوب بأيدي أبنائه وبفعل الكيد السياسي والكراهية التي تكاد تحرق ماتبقى منه إن لم نتدارك أنفسنا ونغير هذا النهج المفضي إلى الإنهيار.
* أمثال دكتور نافع لايجدر بهم البقاء في السجون ظلماً وهو الفارس الذي ينازل الجميع في ميادين السياسة بشرف وشجاعة وأخلاق ولم يزج بقادة الحرية والتغيير ومن تسيدوا المشهد بعد التغيير في السجون بل كانوا طلقاء يمارسون العمل السياسي بحرية ويتصدى لهم وينافحهم بالقول الثابت والتعرية السياسية وبذل النصح في مواضع والمواجهة بكل قوة في المواضع التي تستحق الرد المفحم وقد كان ولايزال هذا يديدنه لايماري ولايهادن في قضايا الوطن ومايراه ويعتقده صحيحاً غير هياب ولايخشى ردود الأفعال.
* منهج دكتور نافع كان المنازلة في ميدان السياسة بشرف الكلمة وقوة المنطق والحجة ولكنهم آثروا أن يبقوا عليه خلف القضبان بطرق سياسية ملتوية البسوها ثوب القانون والقانون منها برئ براءة الذئب من دم إبن يعقوب والحال كذلك فإنهم بعيدون عن قيم المنازلة.
* ماقدمه دكتور نافع من جهد وعطاء لهذه البلاد وأهلها غير منكور ولم ولن يقدم الفاعلين في المشهد الآن والقادمين والقدامى معشار ماقدم في كل ميادين العطاء السياسي والأكاديمي والإجتماعي ولكن غابت معايير الإنصاف والأخلاق والقيم فلا غرابة أن تسود هذه المعايير المعتلة والمشوهة حياتنا والمشهد السياسي والإجتماعي برمته.
* لو أنهم أعملوا معايير الأخلاق والضمير لما بقى دكتور نافع وإخوانه كل هذه المدة بالسجون ولكنهم على أي حال لم يسجنوا الشخوص وحدهم فقد سجنوا الوطن بكامله في قوقعة الفشل والتناحر السياسي والإرتهان للخارج لأن الضمير والحس الوطني غايب كما هي العدالة.
* أطلقوا سراح دكتور نافع لأن في خروجه حيوية الساحة السياسية والوطنية وعافية لهذا الواقع المأزوم وأطلقوا سراح الوطن من هذه القيود ومن شح النفس وغبائن السياسة فقد أهداكم الإمام الراحل الصادق المهدي روشتة التعافي باكراً في تلخيص دارج جامع مانع “من فش غبينته خرب مدينته” وقد صدق الإمام في إسدائكم النصح لو كنتم تعلمون.
* أطلقوا سراح الوطن ياهؤلاء.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق