تحقيقات وحوارات
منظمة الغذاء العالمي واستخدام الطعام سلاحا للموت!
الخرطوم: سودان بور
فجرت حادثة موت الطفل “محمد هرون رحمة” 9 أعوام- متسمما نتيجة التهامه طعاما ملوثا في مكب النفايات على بعد 2 كيلومتر شمال مخيم “عطاش” للنازحين الذي يبعد 7 كيلومترات شمال شرقي مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور! فجرت العديد من التساؤلات حول التزام برامج منظمة الغذاء العالمي وبقية منظمات العون الانساني وفتحت العيون واسعة علي مايجري في معسكرات النازحين!
أصرَّ الطفل “هرون”على الذهاب مع اقرانه من أطفال المخيم كعادتهم! إلى مكب النفايات الوحيد لمدينة نيالا للبحث عن طعام يكبح جوعهم الذي ظل يحاصرهم بعد أن أوقفت منظمة الأغذية العالمية حصص الغذاء عن المخيم الذي يبلغ عدد سكانه أكثر من 200 ألف نسمة بحسب إدارة المخيم! دون ابداء اي سبب لذلك!
ورأى كثير من المتابعين ان منظمة الغذاء العالمي بمثل هذا التقصير اصبحت تقتل الاطفال وتجوع الكبار في معسكرات النازخين بدارفور نتيجة لوقف المساعدات والوجبات الغذائية بالنسبة لسكان المعسكر وقد كشفت رئيسة المرآة بمخيم عطاش “حواء أحمد عمر” (لدارفور24) المآسي التي تعيشها النساء مع أطفالهن وصعوبة الوضع المعيشي الذي ظهرت نتائجه بوفاة احد الاطفال نتيجة التسسم لاكله من مكب النفايات! وقالت إن الأطفال والنساء يعملون في مدينة نيالا في أعمال هامشية، وإن ما تناوله الأطفال مؤخراً مواد غذائية منتهية الصلاحية سببت لهم ضرراً بالغاً أدى إلى فقدان روح نتيجة لتوقف برنامج الغذاء العالمي عن مد النازحين بالمعونات دون أسباب واضحة!
لكل ذلك صنف بعض المراقبين منظمة الغذاء العالمي كمنظمة انتقائية لاتعمل من اجل ماهو معلن من اغراضها! رغم ادعائها العالمية وانما تعمل وفق خطة واهداف محددة تتعلق بمصالح الدول الغربية التي يمثل الدعم الغذائي احد ادواتها للضغط والتغيير والتأثير علي المواقف علي الارض! ولهذا يعيش معسكر عطاش بالقرب من نيالا حالة مأساوية من الجوع نتيحة لقطع برنامج الغذاء العالمي لما طل يقدمه من مساعدات تاركا النازخين نهبا للجوع والفقر والعمل في المهن الهامشية للحصول علي لقمة العيش وربما اصبحوا فريسة لمافيا الاتجار بالبشر!
وقد حمل النازحون برنامج منظمة الغذاء العالمي اي حادثة موت او تدهور الصحة نتيجة لسوء التغذية المنتشر في المعسكر مؤكدين ان ذلك يعتبر من صميم مسؤوليات المنظمة التي تجمع الاموال من المانحين باسمهم كنازحين او لاجئين! وانهم يستنكرون الانتقائية التي تتعامل بها المنظمة حيث تحشد الدعم السريع لاي منطقة تتعاطف معها نتيجة السياسات الدولية؛ كما هو حادث الان مع اوكرانيا! بينما لاتهتم لبقية نازحي ولاجئي العالم فيموتون جوعا او جراء سوء التغذية ونقص العلاج!؟