سياسة
روسيا تحذر من مخاطر تزويد أوكرانيا بالصواريخ.. مخاوف الحرب العالمية تطل مرة أخرى
الخرطوم: سودان بور
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، الثلاثاء أن موسكو لا يمكن أن تسمح لنظام كييف بتشكيل تهديد دائم لأمن روسيا.
وقال الوزير الروسي – في تصريحات أوردتها وكالة أنباء “تاس” الروسية- “لا يُمكننا أن نسمح لأوكرانيا بأن تُشكل تهديدًا أمنيًا مستمرًا للاتحاد الروسي، فأنا أشير إلى خططها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي ونشر أسلحة على الأراضي الأوكرانية، الأمر الذي من شأنه أن يشكل مثل هذا التهديد”.
وأكد أنه لا ينبغي أن تكون أوكرانيا “دولة إرهابية ترهب مواطنيها”.. مُشددا على أنه “لا يجب لأوكرانيا أن تصبح دولة يُسمح فيها بكل شيء، فكل هذا التسامح يتخطى كل الحدود ويؤدي إلى اغتيال صحفيين وشخصيات سياسية وأعضاء في البرلمان، إلى جانب أشياء أخرى كثيرة”.
وأشار إلى أن موسكو لا يمكنها السماح بوضع يُحرم فيه المواطنون الأوكرانيون الذين يعتبرون أنفسهم روسا أو ناطقين بالروسية من حقوقهم، وأن الأمر لا يتعلق بسكان دونباس فحسب، بل يتعلق أيضًا بالمدنيين الأوكرانيين الذين تعرضوا لمضايقات من جانب القوميين.
وفي سياق متصل، نقلت قناة “روسيا اليوم” الإخبارية عن دميتري مدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، قوله إن تزويد نظام كييف بصواريخ “ام ال ار اس” MLRS، سيؤجج الصراع في أوكرانيا نحو حرب عالمية، ومطالبته مسؤولين الناتو وواشنطن بالتفكير بعواقب ذلك.
وأوضحت القناة أن مدفيديف كتب -عبر قناته في “تلجرام”- أن “أسرع وصفة لتأجيج الصراع في أوكرانيا وتحويله إلى حرب عالمية محتومة النتائج هي تزويد في نظام كييف بأنظمة MLRS”.
وقال مدفيديف أنه يجب على زعماء الناتو والمسؤولين في البيت الأبيض التفكير بعقلانية وتقييم المخاطر الفعلية المترتبة على ذلك.
وفي السياق ذاته، توعدت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، فنلندا برد فوري على إغلاقها مقر القنصلية الروسية في توركو.
كما اتهمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية السلطات الكندية بتشجيع كييف على تنفيذ هجمات وصفتها بـ”الإرهابية” من خلال دعم النظام الأوكراني.
وأشارت المتحدثة -في تصريحات أوردتها وكالة أنباء “تاس” الروسية إلى أن “كندا بهذه الطريقة ترعى استمرار الأعمال العدائية وتجعل أي نتيجة سلمية مستحيلة تمامًا، كما أنها تضع حدًا للخيارات السياسية والدبلوماسية وتشجع نظام كييف على تنفيذ العمليات الإرهابية”.
وأكدت أن حادثة جسر القرم والقصف المدفعي والهجمات ضد المدنيين وقتلهم لم يدفعوا أوتاوا حتى الآن لإصدار رد فعل رسمي تجاه هذه الأحداث.
أسباب الأزمة
ويرى الدكتور سمير عطار الخبير في العلاقات الدولية ان الغرب وأمريكا يتمادون في خطوات غاية في الخطوة وربما تؤدي إلى اندلاع حرب عالمية حقيقية ولفت إلى أن تزويد أوكرانيا بالاسلحة المتطورة ودعمها لمواجهة روسيا حماقة لم تحسب لها هذه الدول حساباً.
وأشار عطار إلى مخاوف بايدن قبل أيام وحديثه ان بوتين لايمزح ويمكن ان يفعل اذا قرر اللجوء للسلاح النووي.
وأكد عطار انه من غير المستبعد اللجوء للسلاح النووي في حال تهديد أمن روسيا القومي ووجودها.
مخاوف بايدن و “نهاية العالم”
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قال الاسبوع الماضي في نيويورك، أن التهديدات الروسية باستخدام النووي تعرض البشرية لخطر “نهاية العالم”. وقال بايدن متحدثا عن التهديد النووي إنه للمرة الأولى منذ أزمة الصواريخ الكوبية في العام 1962، “لدينا تهديد بسلاح نووي إذا استمرت الأمور في الواقع على المسار الذي تسير فيه”. واوضح الرئيس الأميركي إنه يعرف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جيداً إلى حد ما وإنه لا يمزح عندما يتحدث عن الاستخدام المحتمل لأسلحة نووية تكتيكية أو أسلحة بيولوجية أو كيميائية”. وأضاف الرئيس الأميركي “يوجَد للمرة الأولى منذ أزمة الصواريخ الكوبية تهديدٌ مباشر باستخدام أسلحة نوويّة إذا استمرّت الأمور على المسار الذي تسير عليه الآن”.من 14 إلى 28 أكتوبر 1962، أثارت أزمة الصواريخ في كوبا مخاوف من اندلاع حرب نوويّة. وقتذاك، كشفت صور التقطتها طائرة تجسّس أميركيّة وجود منصّات إطلاق صواريخ سوفياتيّة في كوبا حليفة موسكو، تطال الشواطئ الأميركيّة.وفي مواجهة مقاومة أوكرانيّة تُغذّيها مساعدات عسكريّة غربيّة، لمّح بوتين إلى القنبلة الذرّية في خطاب متلفز في 21 سبتمبر. وقال الرئيس الروسي إنّه مستعدّ لاستخدام “كلّ الوسائل” في ترسانته ضدّ الغرب الذي اتّهمه بأنّه يريد “تدمير” روسيا.ويقول خبراء إنّ هجمات كهذه ستستخدم على الأرجح أسلحة نوويّة تكتيكيّة.وشدّد بايدن على أنّ بوتين “لا يمزح عندما يتحدّث عن استخدام محتمل لأسلحة نوويّة تكتيكيّة أو أسلحة بيولوجيّة أو كيميائيّة، “.
وتابع “لا أعتقد أنّ هناك أي شيء مثل القدرة على (استخدام) سلاح نووي تكتيكي بسهولة بدون أن ينتهي الأمر بالتسبّب بهرمغدون”.ولأول مرة منذ أزمة الصواريخ الكوبية في أكتوبر 1962، يطلق كبار قادة الحكومة في موسكو تهديدات نووية صريحة، وهو ما دفع المسؤولين في واشنطن إلى دراسة العديد من السيناريوهات المختلفة للرد في حال لجأت موسكو للخيار النووي، واستخدمت سلاحاً نووياً تكتيكياً للتعويض عن الإخفاقات في أوكرانيا.
تحمل المسؤلية
وبدوره أشار الدكتور محمد شاهين إلى أنه حال حدثت حرب عالمية جديدة أو أزمة نووية فإن الغرب يتحمل مسؤولية الخطوة لكونه تدخل في خط الأزمة الروسية الأوكرانية وقدم دعماً بالاسلحة والصواريخ لكييف، وقال إن موسكو تشعر بتهديد جدي لأمنها القومي ومن حقها الرد بالطريقة التي تتناسب مع المخاطر بينما الغرب والعالم باثره سيدفع الثمن نتيجة حسابات في خاطئة وتهور لم يتحسب للعواقب.