رأي

د. عمار ميرغني حسين يكتب: أهمية تحالف الحرية والتغيير “الكتلة الديمقراطية”

بلغة العصر في عالم السياسة و الاقتصاد، (هذا زمان التحالفات). ليس التأسيس لهذه التحالفات بدعا من الأمر بل هي سنن من قبل الإسلام، فقد تحالفت القبائل و التكوينات الاجتماعية في الجزيرة العربية قبل الإسلام في الجاهلية الأولى، وأقر النبي صلى الله عليه حلف عبد الله بن جدعان، الذي كان لرد الظالم عن ظلمه ولنصرة المظلوم وأخذ الحق له، و أشار عليه إلى أنه لو حضره لدخل فيه حلف كان على أثر حرب الفجار بمكة.
إن التحالفات سمة العصر والزمان اقتصاديا فنرى تكتلات كثيرة للاستثمار والتجارة تحت مسميات عديدة، وسياسيا كذلك حتى على مستوى الدول بات الأمر شائعا.
إن التحالف الذي أسس حديثا تحت مسمى (الحرية و التغيير – الكتلة الديمقراطية-) جدير بالمباركة و التأييد والمؤازرة والمناصرة بكل أشكالها ويحمد للسيد جعفر الصادق الميرغني نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي هذا الحراك الدؤوب في ميدان السياسة للملمة أطراف القضية السودانية في بوتقة واحدة ليسهل النظر إليها و معالجة ادوائها.

مبررات تأسيس التحالف:

أولاً:
من حيث الفكر والتعاطي السياسي، فإن التحالف هذا ليس بالمستبعد على نهج الحزب وحراكه الطويل بقيادة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني، في الاهتمام بقضية السلام وتحقيق الأمن والأمان، وعموما الاهتمام بشأن البلاد والعباد.
وتعلمون نظرة السيد محمد عثمان الميرغني، للسودان ولأهله في كل أصقاعه وبقاعه و نواحيه و أرجائه تلك النظرة القائمة على أسس الإنسانية السمحة والمواطنة الحقة.

ثانيا: في تقديري أن التحالف جمع أشتاتا من المكونات السودانية والأحزاب السياسية وحركات الكفاح المسلح في صعيد واحد بهم واحد وهدف واحد، وهو انتشال البلاد من هذه الحالة و مداواة اعتلالاتها الجسيمة.

ثالثاً:
في تقديري أن حركات الكفاح انتقلت إلى خانة العمل السياسي وبالتالي الشراكة في إدارة شؤون البلاد على أسس الديمقراطية الحقة وهذه خصيصة فطن لها العقلاء و الساسة و الخبراء.، خصيصة يجب تطويرها وتمديدها والانتفاع بها لمصلحة البلاد والعباد، فهذه المكونات جميعها لها مقدراتها الذاتية ولها جماهيرها وشعوبها العريضة في مجموعة القبائل السودانية.

رابعاً:
من المؤمل أن يكون لهذا التحالف برامج تعبر عن الشارع السوداني وغالبية أهل السودان و تهتم بالقضايا الوطنية وتقدم سهماً كبيراً في الدفع بالاقتصاد و الخدمات ورفع المعاناة، وهذا جيد في هذه الفترة.
و قد لاحظ الكثيرون أن التحالف جامع لكل القبائل السودانية وبه عدد كبير من المفكرين والخبراء و العلماء في مجالات الاقتصاد والسياسة و الطب والتعليم فضلا عن قوى القوى الثورية الحية.

خامسا:
يُتوقع أن يكوّن التحالف تيارا متمكنا من تمكين الوسطية والاعتدال و احترام الآخر ونبذ العنف وخطاب الكراهية والتمييز العنصري البغيض، ولذلك سيمثل هذا التحالف مصدة مانعة لخرق أعراف المجتمع وقيمه السمحة و الانحياز إلى مرادات وطموحات الشعب في الكيفية التي يُحكم بها والقوانين التي تمتد من دستور يراعي مرجعيات السودانيين الدينية والأعراف الاجتماعية.

سادساً:
المساهمة في توجيه المجتمع الدولي إلى النظر العميق إلى المكونات السودانية و البحث في محلات الأحوال و الوقوف من مسافة واحدة من الجميع.
هذا التحالف جاء في وقت نعاني فيه من استطالة المجتمع الدولي على الحقوق السيادية وظهور معالم التدخل في الشأن السوداني بطريقة مخلة بسيادة الدولة و ريادتها المجتمعية.

ختاما
أريد أن أنبه للآتي:
ا/ هذه استقراءات حول هذا التحالف و هو رؤية تخص الكاتب و لكنها بنيت على قواعد الصدق والوضوح واستصحاب الماضي والحاضر .
ب/ نأمل في فتح أبواب الدراسات العلمية في مجالات العلوم السياسية و قضايا المجتمعات لأن الكثير من إشكالات الراهن السوداني نشأت على أساس فجوة علمية في هذه النواحي.
ج/ تأسيس مركز للدراسات ليقوم بإعداد الدراسات في المجالات السياسية المتعددة من نزاعات وتحالفات وأسس الاتفاقات وإعداد برامج للتأهيل في نظم الحوار والتفاوض والإدارة وأنظمة الحكم.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق