تحقيقات وحوارات
تجسس أمريكا على قادة أوكرانيا.. خيانة الحليف وأجندة واشنطن
الخرطوم: سودان بور
تناولت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية جانبا مما ورد في وثائق البنتاغون المسربة، يكشف قيام الولايات المتحدة بالتجسس على كبار القادة العسكريين والسياسيين في أوكرانيا.
وفسرت الصحيفة ذلك بأنه محاولة من واشنطن للحصول على رؤية واضحة لاستراتيجيات القتال في أوكرانيا، غير أن التجسس على مسؤولي دولة حليفة بهذا الشكل يبدو محرجا لواشنطن في هذا التوقيت.
وأقر مسؤولون أمريكيون كبار بحسب الصحيفة بصحة الوثائق المسربة وبأنها تبدو وكأنها موجزات استخباراتية وعملياتية حقيقية تم جمعها من قبل هيئة الأركان المشتركة للبنتاغون، باستخدام تقارير من مجتمع استخبارات الحكومة، ولكن تم تعديل بعضها على الأقل في وقت لاحق.
خيانة الحليف
ويقول الدكتور سمير عطار الخبير في العلاقات الدولية ان هذا التجسس من قبل الولايات المتحدة الأمريكية تم على دولة حليفة لواشنطن فما بالك بالآخرين الذين تعتبرهم أمريكا أعداء لها وتعمل على الإضرار بهم وترصدهم وإستهدافهم.
وأضاف عطار أن مبررات البنتاغون غير مقنعة سيما وأن كييف حليف لواشنطون.
ورجح عطار إلى أن يكون الأمر إلى عدم ثقة ومخاوف عسكرية أمريكية أو ربما أجندة أخرى تعمل من خلالها واشنطن على استمالة قادة عسكريين من أوكرانيا لتنفيذ مخططاتها في الحرب مع روسيا
وأشار عطار إلى أن أمريكا تقف وراء هذه الحرب وتغذيها وتسيطر على قادة الحرب الأوكرانيين وتوجههم من خلال التجسس وغيره من الوسائل.
بلا جدوى
وأكدو عطار أن الحرب ليس ذات فائدة لكييف ولا لأوروبا وتستفيد واشنطن منها بالضغط على عواصم أوروبية وتسويق منتجاتها من السلاح وغيره وكل مايثار في هذا الصدد لتحقيق الأهداف الأمريكية.
تساؤلات أمريكية
وفي السياق تحدث، سكوت ريتر، المفتش السابق في مشاة البحرية الأمريكية ومفتش الأسلحة الكيماوية التابع للأمم المتحدة في العراق، عن تبعات تسريب مجموعة وثائق سرية أمريكية.
جاء ذلك بعدما سربت وسائل إعلام مجموعة وثائق سرية، كان قد تم إعدادها فيما يبدو لتوصيل معلومات للجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة.
وأكد ريتر لـ”سبوتنيك”، أن إحدى هذه الوثائق على الأقل مصنفة على أنها مصدر معلومات سرية للغاية، وفي جميع الحالات يخضع نشر مثل هذه المعلومات لرقابة مشددة، وأي نشر علني غير مصرح به لهذه البيانات من شأنه أن يمثل مشكلة أمنية خطيرة على أعلى مستويات القيادة العسكرية الأمريكية.
ولفت العسكري الأمريكي السابق إلى أن مصدر المعلومات المسربة غير معروف، ويُعتقد أن بعض البيانات قد تم التلاعب بها للمساعدة في إثارة الرأي العام فيما يتعلق بأرقام الضحايا في كل من روسيا وأوكرانيا.
واستبعد ريتر في الوقت ذاته، أن تكون الحكومة الروسية لها يد في هذا التسريب نظرا للطريقة التي ظهرت بها الوثائق على الإنترنت، حيث تم تنزيلها في البداية على لعبة منتشرة على الإنترنت، قبل تداولها على منصات مثل تويتر وإنستغرام.
من جانبها، طلبت وزارة الدفاع الأمريكية رسميا من وزارة العدل الأمريكية إجراء تحقيق بشأن تحديد المسؤول عن تسريب هذه المجموعة من الوثائق.
وبإلقاء نظرة سريعة على محتويات الوثائق المسربة، يلاحظ أنها أعطت اهتماما ببيانات محددة، مثل معدلات الإنفاق في أوكرانيا على ذخائر صواريخ “هيمارس”.
ويعتبر العسكري السابق والخبير الأمريكي ريتر أن هذه الوثائق المسربة حظيت بضجة أكبر مما تستحق، إذ أن الجيش الروسي يمكنه جمع هذه المعلومات والتوصل إلى استنتاجاته الخاصة في هذا الصدد دون الحاجة إلى تلك الوثائق، وهو الأمر الذي ينطبق على جميع البيانات الواردة في الوثائق المسربة تقريبا.
لهذا السبب فهذه الوثائق لا تمثل أكثر من مجرد فرصة لشحن الرأي العام، مما يؤكد حقيقة أن هذه القصة برمتها لها علاقة بالمساعدة في تشكيل الرأي العام أكثر من تعريض العمليات العسكرية المستقبلية المحتملة للخطر.
وبحسب ريتر، فإذا كان مصدر التسريب داخل الجيش الأمريكي، فهذا يعني أن هناك من يعارض الهجوم الأوكراني المضاد القادم، وأن هذا الشخص يعتقد أن نشر المعلومات الحساسة المتعلقة بالاستعدادات الأمريكية قد يساعد في إحباط هذا الهجوم.
وبحسب سبوتنيك يمكن تفسير تسريب هذه الوثائق أيضا بأن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة قد يكون مترددا في إعطاء الضوء الأخضر لتنفيذ الهجوم الأوكراني المنتظر في الربيع، وأن مسرب الوثائق استهدف بذلك إجبار الجنرال ميلي على إطلاق الهجوم، وربما قصد مسرب الوثائق نشر هذه المعلومات لبث روح الانهزامية في الجيش الروسي، على كل حال سيظل باب التخمينات مفتوحا للجميع حتى تحديد المسؤول عن التسريبات.