رأي
أحمد حسين يكتب: مشروع الجزيرة … المارد ينطلق مجدداً
شهدت بركات أمس الأول حدثاً تأريخياً كبيراً تداعت له كل القرى والحلال المجاورة من كل حدب وصوب فرحة بما يحمله الحدث من بشريات طالما إنتظرها مواطن مشروع الجزيرة.
فالحدث كان تدشين العمل بـ29 طريقاً يصل مناطق الإنتاج بمناطق الاستهلاك ممن ينتجه مشروع الجزيرة من خير وفير يكفي حاجة البلاد ويفيض للصادر خيراً وبركة للخارج, وهذه الطرق بطول 410 كيلو مترا تحت رعاية مجلس السيادة الانتقالي ومجلس الوزراء بالحكومة الاتحادية، بتكلفة بلغت 138 مليار جنيه.
ما لمحناه في تغطيتنا للحدث الفريد أن المواطنين والمزارعين الذين احتشدوا في ساحة الإحتفال كانوا يثنون كثيراً على قائد ربان المشروع ومحافظه الهمام الذي حقق إنجاز في وقت قل فيه تحقيق الإنجاز بالبلاد في هذه الفترة العصيبة التي يمر بها الوطن، فكان المواطنون يقاطعون د.عمر محمد مرزوق محافظ مشروع الجزيرة في كلمته بالهتاف المؤيد له في إدارة المشروع والعبور به الى بر الأمان خاصة وأنه جدد العزم مراراً وتكراراً وقطع العهد بأن هناك بشريات كثيرة في مسيرة مشروع الجزيرة خاصة بعد التدمير الممنهج الذي مر به المشروع حسب ماذكر، وكان للحديث صدى طيب وهو يعدد مشروعات الطرق التي سيتم تنفيذها خلال المرحلة المقبلة لتربط المشروع بالمناطق المجاورة.
مشروع الجزيرة بهذا الحدث يكون قد حقق إنجازاً كبيراً كان الناس ينتظرونه منذ العام 2016 وقت التصديق على قيام هذه المشروعات حسب ما أعلنه المحافظ، وطيلة هذه الفترة كان هذا التصديق حبيس أضابير المكاتب بالدولة ولم يجد طريقاً للنور والتنفيذ.
طفرة جديدة بشر بها المحافظ وهي الفراغ من إعداد إستراتيجية شاملة للمشروع وتأهيل عدد كبير من المنازل وربطها بالكهرباء والطرق بالاضافة الى إعداد التنازلات والمبادلات التي توقفت لمدة ٤٥ عاما وتكوين لجنة لأصحاب للملك وتحديد مبلغ التعويضات والتي تم رفع توصياتها لمجلس الوزراء مؤخراً للبت فيها.
الحديث كان ذو شجون حيث طمأن المحافظ مواطني قرى المشروع بأن مبلغ التمويل موجود الآن داخل البنوك وأكد أنه سيتابع هذه الطريق حتى تكتمل؛ مشيرا إلى أن هذه الطرق كانت معدة منذ ٢٠١٦ وفي أضابير وزارة المالية ولم يتم تحريكها
وكشف عن إضافة ٢٠٠ كيلو للطرق التي سيتم تنفيذها وتمت مخاطبة الطرق والجسور لوزارة المالية لتوفير خطاب الضمان مؤكدا أن إدارة المشروع ستمضي قدما حتى تحقق التنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة؛ وقال إن الإدارة ستعمل جاهدة لربط كل قرى الجزيرة بقرى المناقل وكل السودان ليصبح مشروع الجزيرة قوة اقتصادية ضاربة .
ليس هذا فحسب بل أن د.عمر محمد مرزوق محافظ مشروع الجزيرة؛ بشر المزارعين بأن المشروع باق ولن يتم تحويله لهيئة عامة؛ حسب قرار اللجنة القانونية التي تم تكوينها؛ وأعلن ان إدارة المشروع وفرت المستندات الكفيلة التي تدعم بقاء المشروع بوضعه الحالي.
الشكر للقائمين بتنظيم الإحتفال وشكر خاص للأستاذ الكبير الفاتح حاج بابكر، مدير دارة الإعلام أشرف شخصياً على راحة الوفد الصحفي منذ وصولهم لبركات وحتى مغادرتهم البلدة الطيبة.
خلاصة الأمر تأكد لنا أن هناك جهود كبيرة تقوم بها إدارة المشروع لإعادة سيرته الأولى لينطلق المارد مجدداً ليغذو أسواق العالم بمنتجاته التي طالما شهد لها العالم كله بجودتها وذاع صيتها وسارت بركبه الركبات من عقود وعهود خلت، ليرجع السودان لوضعه الريادي قائداً وحادياً للمسير في رحلة طويلة منذ أن كان السودان سلة غذاء العالم بأسره .