تحقيقات وحوارات
هل دخل الاطاري غرفة الإنعاش؟
الخرطوم: سودان بور
استنكر عدد من الخبراء والمحلليين السياسيين عدم وصول اتفاق المبادئ الاطاري حتي الان الي محطته النهائية الا وهو تشكيل الحكومة المدنية الانتقالية كاملة الدسم ومن ثم إستكمال مؤسسات الحكم الانتقالية وتهيئة البلاد للانتخابات العامة بالرغم من تأييد ودعم المجتمعين الدولي والاقليمي للاتفاق وكذلك دعم المؤسسة العسكرية بشقيها القوات المسلحة والدعم السريع مؤكدين ان العملية السياسيةاستغرقت وقتا اكثر من اللازم مما اربك المشهد السياسي السوداني وشتته في أكثر من اتجاه. واوضح الاستاذ عماد الأمين الخبير والمحلل السياسي أن المشكلة السياسية في السودان تكمن في مرض سياسي عضال وقديم يتكرر في كل فترة انتقالية يفجر قبلها الشعب السوداني ثورة تطيح بنظام دكتاتوري وهي عدم اتفاق القوى السياسية علي الحد الأدنى الذي يمكنها من إدارة الفترة الانتقالية وما بعدها مبينا أن القوى السياسية الموقعة علي الاطاري لم تستطيع حتي الان تطوير الاتفاق وصولا للعملية السياسية النهائية بقدر معقول من الوفاق فيما بينها ومن ثم استصحاب القوى الاخرى غير الموقعة وتشجيعها للالتحاق بالاتفاق ومن ثم الشروع في تشكيل الحكومة المدنية كاملة الدسم التي تهيئ البلاد للانتخابات وتستكمل مؤسسات الحكم الانتقالي مبديا خشيته من الاطاري بات الان في حالة موت سريري داخل غرفة الانعاش. وقال الأمين أن عدم الاتفاق بين قوى الاطاري فيما بينها حول الحكومة المدنية المقبلة هل تكون تكنقراط ام حزبية صب مزيد من نار الخلافات داخل الاطاري منوها الي ان المكون العسكري ظل يؤكد في تصريحات متعاقبة علي أن الحكومة القادمة ستكون حكومة كفاءات وطنية ولامجال لأن تكون حكومة محاصصة حزبية مما يوضح أيضا أن الخلاف يشمل المكون العسكري . وأضاف الامين ان الدعم اللامحدود الذي قدمه ومنحه الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة قائد قوات الدعم السريع للاتفاق الاطاري يصبح لامعني ولاقيمة له اذا لم تستشعر قوى الاطاري مسؤلياتها الوطنية الثورية وتضع خلافاتها جانبا وتمضي بثبات نحو الاتفاق النهائي دون النظر لمكاسبها السياسية الذاتية الضيقة مع ضرورة النظر للمصالح الوطنية السودانية العليا لافتا إلي أن عدم توافق قوي الاطاري فيما بينها علي الحد الادني وعدم تطويرها للاتفاق يمثل خذلان واضح لنائب رئيس مجلس السيادة. وأكد الأستاذ عماد الامين أن فشل الاطاري والعملية السياسية الجارية الان يعني الدخول في نفق الدكتاتورية المطلقة المظلم والقضاء علي شعارات الثورة وعودة النظام السابق للمشهد السياسي والتنفيذي مرة اخري مشيرا الي ان هنآك دول اقليمية تعمل علي إجهاض الإنتقال الديمقراطي في السودان لتحقيق مصالحها الذاتية في موارده التي يهددها الانتقال الديمقراطي وتحقيق الشفافية والحريات في السودان