تحقيقات وحوارات
تحركات موسكو وبكين في الخرطوم هل تخلق مجال لحل سوداني بعيداً عن التدخل الغربي
الخرطوم: سودان بور
نشاط دبلوماسي مكثف لروسيا والصين شهدته العاصمة السودانية الخرطوم في الايام القليلة الماضية حيث إلتقي السفير الروسي السيد/ فلادمير جيلتوف بالدكتور محمد علي الجزولي رئيس حزب دولة القانون وناقش معه العديد من القضايا والهموم السودانية والدولية كما عقد السفير الصيني بالخرطوم مؤتمراً صحفياً مهماً أعلن فيه صراحة رفض الصين لاي تدخلات أجنبية في الملف السوداني.
عدد من المراقبين والمحلليين السياسيين أكدوا أن التحركات الدبلوماسية الروسية الصينية في الملف السوداني قد تنجح في خلق مجال حيوي يمهد الطريق امام نجاح الحلول السودانية الوطنية للازمات التي يعانيها السودان الان.
وأوضح الدكتور عبدالحليم بشارة أنه لايمكن وصف روسيا والصين بالدول الاستعمارية أو الامبريالية مبيناً انهما ليس لهما أي ماضي إستعماري بغيض في أفريقيا أو العالم العربي بل ظلا على فترة طويلة من الزمن يدعمان قضايا التحرر العربي والافريقي داخل كل المنظمات الدولية في مجلس الامن والجمعية العامة للامم المتحدة بما فيها القضية الفلسطينية منوهاً إلى أن الدولتان تتمتعان بعلاقات قوية جداً مع السودان منذ عهد طويل وتدخلهما في الملف السوداني عادي بل وربما يكون مرحب به عند كثير من السودانيين واحزابهم السياسية على إعتبار أن روسيا والصين لم يسبق لهما ممارسة الابتزاز في علاقاتهم الدولية.
وقال بشارة أنه وبالاشارة لكل ماسبق فيمكن لروسيا والصين أن يقيا السودان خطر التدخلات الغربية السالبة في شئونه الداخلية لافتاً إلى ان خلف الصين وروسيا تقف كامل مجموعة دول البيركس مؤكداً انها مجموعة لايمكن الاستهانة بها سياسياً أو إقتصادياً ومن الممكن أن تؤثر إيجاباً في مساعدة السودانيين دون وصاية أو وضع اليد على بلدهم أو إقتصادهم.
وأشار الدكتور عبدالحليم بشارة الخبير والمحلل السياسي أن موقع السودان الاستراتيجي في شرق ووسط أفريقيا والقرن الافريقي يجعله محط أنظار المجتمع الدولي لاسيما الدول الكبري التي ترغب في شراكات إقتصادية وامنية وسياسية منتجة مع السودان موضحاً أن الصين موجودة في أفريقيا بقوة ولها العديد من الاستثمارات الضخمة ولها قواعد عسكرية في بعض دول الاقليم في وقت تشهد إفريقيا تهاوي النفوذ الفرنسي في غرب أفريقيا ووجود قوي لروسيا في الكثير من الدول الافريقية من خلال الاستثمارات الاقتصادية واعمال التنقيب عن المعادن والشراكات السياسية مع العديد من دول القارة خاصة وان روسيا تمتلك شركات للتنقيب تعمل وفق تقنيات الطاقة النظيفة وهي صديقة للبيئة المحيطة وليست لها أثار جانبية مدمرة للمحيط البشري حولها.