رأي

متوكل طه محمد أحمد يكتب: صلاة في مسجد النجاشي برفقة الراحل المهندس صديق علي الشيح

الموت هو لغز الحياة الأكبر، وكل ما يجهله الإنسان يهابه.
الموت لا يؤلم الموتى بل الباقين على قيد الحياة… فغياب الأحبة في الحياة يشبه غياب الألوان عن الصورة
نعت الينا الاسافير في صباح هذا اليوم المهندس صديق الشيخ رئيس اخرمجلس تشريعي لولاية الخرطوم الذى وافته المنية بالعاصمة التركية وترجع معرفتي بالراحل بالعاصمه الإثيوبية أديس أبابا
اتيحت لي فرصة أن ازورها للمرة الخامسة العاصمة الإثيوبية أديس أبابا وكانت زيارة من نوع خاص بدعوة من الحكومة الإثيوبية
كنت برفقة رجال في قامة ابي عليه الرحمة كان رئيس الوفد عمر سليمان رئيس مجلس الولايات والمهندس صديق الشيخ رئيس مجلس تشريعي الخرطوم والأستاذ الفاتح عزالدين وغيرهم من رؤساء مجلس تشريعي النيل الأزرق وعضو البرلمان المستقل مبارك النور عن دائرة الفشقة ورئيس تنسيقيات الشرق الان
كان دينمو هذه الزيارة المهندس صديق الشيخ رئيس مجلس تشريعي الخرطوم وبرفقة المهندس عبدالمنعم السني الأمين العام لمجلس الصداقة برفقته صديقي الدكتور عمر علي عطا المنان ومروان ذهب عاشق اديس
ومن أهل الفن الأستاذ ياسرتمتام عاشق الهضبة وفرقةالبالبمو وربانها الماهر عبدالعاطي وأمير عثمان وبرفقتنا بت الطويل معتمد الرئاسة بالخرطوم وبنت الشاعر سيف الدين الدسوقي أيقونة الرحلة وغيرهم ورجال أعمال في قامة وجدى ميرغني الذي ادهشنا وهو يستعرض ملامح الفرص الجاذبة للاستثمار ماخلاسمسم ولاصمغ ولاعيش يعرفها جيدا وبارقام مرتبة
واساتذة جامعات بقامة البروفسور محمود ممثلا لجامعة افريقيا وغيرهم
اليوم مرت عليا هذه الحكاية وانا اكتب عن الراحل المهندس صديق الذي رافقته لزيارة سد النهضة وبعد ه زرنا مسجد
«النجاشي» الذي يقع على تل عالي شمالي «مقلي» عاصمة إقليم «تقراي» مع 15 صحابياً وصحابية دفنوا في ذات المكان، وحول المقام يلتقي المسلمون والنصارى على حب الرجل، وتبجيل مقامه، باعتباره رمزاً دينياً وسياسياً. ويقصد عشرات آلاف من المسلمين سنويا مسجد النجاشي، الذي بني على أول أرض عرفت الإسلام بأفريقيا، لنيل البركة والعلاج من الأمراض، خصوصاً في شهر رمضان – حسب معتقداتهم -.
صلينا الجمعة بمسجد النجاشي وزرنا مقابر الصحابة وقرانا الفاتحة علي أرواحهم اهدى المهندس صديق الشيخ شاله الأبيض لامام المسحد الذى شيدته الحكومة التركية تخليدا لهذا الملك العظيم وتمجيدا لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكأنه قد أدرك أن الموت يحيط به إحاطة السوار بالمعصم تخيلته وهو يحدق
في عين الموت بعد ان ضاقت الحياة ولم يبقى فيها متسع إلا لخروج الروح من كوة الزمان الضيقة ياتري هل اغمض المهندس صديق الشيخ عينه وهو يري شريط من أبناء الخرطوم وأبناء جيله وقد غادروا، وكأنهم نيام، وعندما يحاولون فتحها ولا يستطيعون، يعرفون أنه صارت للموت عينان واسعتان كعيونهم. وعلى الضفة الأخرى يبحثون عن ثقب في جدار الموت، لينظروا من خلاله إلى الحياة كيف تمضي في غيابهم. هي العيون نافذة الروح والروح لا تفنى.

الحياة أنثى ياود قبيلة البطاحين ومن رحمها تولد الكلمات، والموت ذكر يروي سيرتها من فم التراب…أحببت تراب الخرطوم
ورصفت طرقها وامنت اهلها وسننت التشريعات لتحافظ علي الحقوق التاريخية لاهل الخرطوم حماية لها من الدخلاء
وحافظت للاجيال القادمة بحرم القري التاريخي وانت تعلم
ان التراب هو الحد الفاصل بين من يطأون وجهه أحياء، ومن يبنون تحته مدنهم ويبكون من وحشة المكان. ولكي نفهم
كيوننة الدنيا نحافظ علي الارض ونحصنها من كل دخيل
اتخيل مكانك بدار اهلنا البطاحين بشرق النيل وانت تتحدث عن التنمية واعمار الخرطوم وتعبير طرقها
وهكذا تمضي بنا الحياة مع الرمل، والموت يقضم أيامنا، وكأننا محكومون بالنقصان منذ البداية، أو كأن الحياة ما هي إلا طريق يأخذنا إلى موتنا. أما زمن الموت فلا يعرفه إلا الله، وحين يأتي، تسقط ورقة من شجرة تحت العرش فوق رأس من جاء دوره، وتكون ساعته قد حانت. كتب الشاعر أمل دنقل:
وريقة وريقة يسقط عمري من نتيجة الحائط
والورق الساقط يطفو على بحيرة الذكرى
فتلتوي دوائرا اليوم ترقد مطمئنًّا في قبرك لان للخرطوم رجال يحفظون حقها لانها عاصمة البلاد

لا شيء يحكم علاقتنا بالموت أكثر من الخوف، تخيلته وهو يغالب أوجاع الرحيل اللهم أن الرآحل صديق علي الشيخ قد أتاك فاغفر له وأسكنه فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء وأجبر مصاب أهله وذويه باواسع الرحمة والمغفرة
متوكل طه محمد احمد

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق