سياسة

عاجل… الميرغني في أرض مقرن النيلين

الخرطوم: سودان بور
حطت طائرة السيد مولانا محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الإتحادي الديمقراطي ومرشد الختمية ارض النلين بعد غياب دام 9 أعوام قضاها ارج البلاد
وعقب التغيير الذي شدهته البلاد بعد الحادي عشر من أبريل في العام 2019 غابت عن المشهد السياسي السوداني الحكمة والرأي السديد الذي عرف به السودانيين منذ آلاف السنين، حيث أن كبار القادة كان لهم الأثر الطيب في إدارة البلاد في تلك السنوات الخوالي، وكأن المثل السوداني القديم المتجدد يلوح في سماوات السودان وأهله الغبش ” الماعندو كبير يشتري ليهو كبير”، فالكبار عندنا في الوطن هم أهل الرأي والسؤدد والشورى والنصح الحسن، فلما حدث التغيير المذكور غابت معه الرؤية الواضحة التي تخرج البلاد من أزماتها ووهدتها.

عندما طرح مولانا محمد عثمان الميرغني مبادرته وهو مازال في بلاد المهجر قبل شهور تفاعل الناس بها ووجدت حيزاً كبير من المدارسة والمشاورة، واستبشر بها الناس لأنها جاءت من رجل يعرفه أهل السودان حينما تشتد الخطوب والكروب وتدلهم المحن بسماوات السودانية السياسية.

وحين أعلن في منابر الإعلام عن عودة وشيكة للميرغني تهللت أسارير الفرح لدى الشارع السوداني عامة والأمة الإتحادية خاصة أملاً في إيجاد مخرج سياسي للأزمة السودانية.

وعودة الميرغني للبلاد تأتي في ظروف سياسية حيث تتولد في “الأرحام” “تسوية سياسية” مرتقبة تحيط بها المواقف المختلفة ما بيد مؤيد ومعارض، والحزب الإتحادي يشهد تفلتات هنا وهناك تستلزم وجود الرجل بين ظهرانينا، فما الدور الذي يمكن أن يلعبه زعم الإتحاديين في لم شتات الأمة السودانية وتقريب الشقة بين الفرقاء السياسيين بالوطن وتضميد الجراحات التي أصابت العملية السياسية التي أنتجت خطاب الكراهية والتخوين، كل هذه القضايا تحتاج لرجل يدرك أهمية المرحلة وكيفة التعامل مع تفاصيلها، فمولانا محمد عثمان الميرغني رجل عرف بالهدؤ وعدم التسرع في إصدار القرارات.

فهل تسهم عودة الميرغني اليوم للبلاد في طي الملفات “الملغومة” والمختلف عليها حتى تساعد العودة في إصدار رؤية وطنية قومية موحدة تخرج البلاد من النفق المظلم الذي تعيش فيه؟، ومن ثم وضع خارطة طريق جديدة يتراضى عليها الناس ليعبروا سوياً من “سكة الخطر” ووضع مصلحة البلاد أولاً بعيداً عن المصلحة الذاتية والتشرزم وقوى الإستقطاب الذي أضر بالبلاد؟

إن الشعب السوداني كله أمل في أن يكون وجود مولانا الميرغني وسط شعبه نقطة تحول جديدة وبارقة أمل في العمل السياسي الذي فقد البوصلة بغياب “كباره” الذين كان لهم القول الفصل والفعل في لملمة جراحاته حينما ينقلب على الناس ظهر المجن.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق