رأي

د. عبد الله فتحي يكتب في نصف كوب: حاجة عاجلة

كتب: د.عبدالله فتحي
عمود صحفي بعنوان/
نصف كوب
حاجة عاجلة
رشفة أولى:
وحرارة طقس السودان الحارقة في أواخر هذا الشهر الحرام هى بعض تأوهات أفواه أهلنا في ( ود النورة ) من لهيب الحزن والغضب الذي يشتعل في احشائهم جراء المجزرة التي حصدت بلا رحمة مئات الشهداء والجرحى من أهلنا بمدافع مضادة للطائرات ومدافع ثنائية الفوهات وقنابل ودانات ومتفجرات كأنهم يقاتلون عدو مدرب مقاتل مدجج بالسلاح هاجموه حين غرة في الثكنات..وهم ليس إلا مدنيين مزارعين بسطاء عزل سلاحهم الطورية والمنجل والواسوق والكارديق والاربل والكوريق وعصا هش الغنم.

ورغم مجزرة ود النورة الحزينة المؤلمة حد الدموع الحمراء التي جعلت شعب السودان ( وقد أبيضت عيناه وهو كظيم)..مجزرة تشققت لها القلوب من الألم..هذه المجزرة المأساة المعلوم بالتحديد والتوثيق من نفذها بدم بارد وقلب متحجر ( وإن كان من الحجارة مايهبط من خشية الله.)..إلا أن ( تقدم ) الأجنبية الهوى العلمانية الهوية تتخلف عن نور الحقيقة ووجع الوطن وتقول بلسان ملحد وجاحد وكاذب في بيان مختل أهطل عن مجزرة أهلنا الأحباء في ود النورة ( ندعوا طرفي القتال بالوقف الفوري لاطلاق النار…)..هل يستوون!! جندي الوطن السوداني الجنسية..المدافع عن أرضه وعرضه..هل يتساوي مع العدو الارهابي الاجنبي المرتزق الغاصب!!..مالكم كيف تحكمون!!.

رشفة ثانية:

والكون يتوقف حزنا وحدادا على ضحايا وقتلى وجرحى أهلنا في ( ود النورة ) وجراح الوطن التي تنزف في دارفور وكردفان والنيل الأبيض وكرش الفيل والجزيرة ومدن وقرى بلادنا التي اجتاحها مد الوباء والابتلاء..جراحهم تؤلمنا عميقا ( فكل أجزائه لنا وطن.).

وشعب السودان في غمرة الألم وهو مابين اليقظة والاغماء يسمع الصراخ..ليس صراخ استغاثة لنجدته..انما صراخ تكسب من جراحه!..صراخ ممارسة السياسة اللعينة في الوقت الخطأ..تصريحات وبيانات تفتق الجراح وتزيد الوجع وتغم النفس.. وممن!! من بني الوطن!!..أو هكذا نظن.
مثل هولاء هم سبب تطاول الحرب وتمددها على رقعة الوطن..هولاء هم العدو الأول للسودان..هذا التأخر والتخلف الذي تعيشه بلادنا تحت نيران الحرب سببه ( تأخر ) ومثيلاتها من الأفراد والجماعات الذين باعوا الوطن في الوقت الصعب..الوقت الحرج..وقت المحنة..وقت المرض..وقت المصيبة..وقت الضعف..لكنهم لا يعلمون!..لا يعلمون أن هذا السودان بلاد مقدسة..أرض طاهرة..مهد الإنسان الأول..موطن أنبياء ورسل..إدريس وموسى عليهم السلام وبلال ولقمان وابايزيد وخيار من خيار من خيار مصطفين..هذا السودان..سينهض واقفا من بين الرماد كطائر (الرخ) الاسطوري..ليحلق في فضاءات المجد كما كان أسلافه يفعلون..هذا السودان قدره المكتوب المسطر إنه موطن الذهب..والذهب لا تزيده النار المستعرة إلا توهج وصفاء ولمعان..هذا السودان أرض الأنهار..نهر النيل..نهر من الجنة..هذا النهر الذي لا تزيده الرياح والجنادل والسدود إلا سرعة ودافعية ورغبة في بلوغ أسمى الغايات..أسد افريقيا..يمرض لكنه لايموت..سيعود قويا معافى بإذن الحي الذي لايموت.

رشفة آخيرة:

الوطن في حاجة عاجلة الى تشكيل حكومة حرب قوية موازية للقوة الميدانية العسكرية..مشابهة لجنود الوطن البواسل الذين يحملون أرواحهم في أيديهم يقدمونها فداءا للوطن وهم يبتسمون وانتصاراتهم تتوالى..حكومة حرب تبدأ أول أعمالها بسحب جنسيات كل من تطاول وتغول وتساهل وتعاون في هتك عرض الوطن فتفعل كما فعلت ( بريطانيا) وعدد من الدول الأوروبية بسحب جنسيات كل من قاتل أو تعاون مع ( داعش )..وتعمل على قطع فوري للعلاقات مع أي دولة تساند أعداء السودان..ولن ننسى المواقف الصديقة من الأفراد والمؤسسات والدول التي أدانت ( مؤامرة القرن ).. سنسجل بدقة متناهية موقف كل مدع لجوار أو اخوة أو علاقات تاريخية..والحساب ولد..
نريدها حكومة وطنية فاعلة ترمم خلف خطوط القتال أي شبر تحرر وانتصر غادره العدو واندحر..فبعد أنتصار جنود السودان الوشيك لا نريد أن ننتظر الإعمار ليبدأ.. بل نعيده سيرته الأولى..ومنها ننطلق..إلى المجد و العلا..و..معاكم سلامة.????

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق