أخبار

الخرطوم تفاجئ واشنطن بتأييد كبير لبكين

الخرطوم: سودان بور
أعلن السودان تأييده لجهود الصين في الدفاع عن وحدة أراضيها، في أعقاب تصعيد بكين رداً على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي لتايوان. وقالت وزارة الخارجية السودانية، في بيان، إن الخرطوم تدعم مبدأ الصين الواحدة بإعتبار تايوان جزء لا يتجزأ منها، وتؤيد جهود بكين في الدفاع عن سيادتها ووحدة أراضيها.
وأكد وزير الخارجية المكلف علي الصادق في تصريح صحفي إن السودان يحتفظ منذ إنشاء التمثيل الدبلوماسي مع جمهورية الصين الشعبية، بعلاقات تعاون سياسي وإقتصادي ودبلوماسي متميزة مع بكين، ويتبادل البلدان المنافع والمصالح المشتركة، كما يتبادلان الدعم والمساندة في المحافل الإقليمية والدولية.
وكان السفير علي الصادق قد أكد في تصريحات سابقة أن العلاقات بين السودان وأمريكا ليست على ما يرام، بسبب إشتراط أمريكا عودة الدعم الخارجي بالعودة للمسار الديمقراطي. وأصدرت الولايات المتحدة تحذيراً، للشركات الأمريكية من مخاطر متنامية تتعلق بالسمعة في إجراء الأعمال مع مشاريع مملوكة للدولة السودانية، وشركات يسيطر عليها الجيش.
من جانبه قال الخبير والمحلل السياسي محمد سعيد أن علاقات السودان والصين وبقية دول البركس عميقة وصادقة كفلت للسودان تحقيق التوازن الإقتصادي إبان سنوات فرض العقوبات الأمريكية على الشعب السوداني. وأكد محمد أن الصين وروسيا من الدول الداعمة للسودان في المحافل الدولية وقدمت دعومات إقتصادية وسياسية وعسكرية للخرطوم، بعكس العلاقات مع واشنطن التي سادها التوتر والخمول وصيغة الوعيد والتهديد وفرض العقوبات طوال العقود الماضية.
وأيد محمد سياسة الإنفتاح في علاقات السودان الخارجية، وعدم الإنغلاق على جهة بعينها، مع التأكيد بالبحث عن مصلحة السودان في المقام الأول وعقد التحالفات التي تسهم في نهضته وإستقراره. وأضاف محمد: (بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا هناك دول بدأت تتخذ مواقف قوية تجاه سياسات أمريكا مثل الموقف الصيني، وموقف السودان القوي بإعلانه الصريح تأييده لإجراءات الصين تجاه الحدث الأخير).
وإنفجرت الأزمة بين بكين وواشنطن على خلفية زيارة المسؤولة الأمريكية نانسي بيلوسي إلى تايوان. وعبر القادة الصينيون عن غضبهم من زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي لبلد تعتبرها الصين جزءً من أراضيها، ووعدت بإعادة توحيدها بالقوة إذا لزم الأمر. وقال نائب وزير الخارجية الصيني شيه فنغ شيه بعد وصول بيلوسي إلى تايوان: (هذه الخطوة شنيعة للغاية بطبيعتها وعواقبها وخيمة جداً، والصين لن تقف مكتوفة اليدين).
ووضعت الصين جيشها في حالة تأهب قصوى معلنة عن مناورات عسكرية في المياه حول الجزيرة، تشمل إطلاق نار بالذخيرة الحية في مضيق تايوان. وتعد هذه المناورات أكبر إستعراض للقوة العسكرية من بكين منذ أزمة مضيق تايوان عام 1995م عندما أطلقت الصين صواريخ فوق تايوان وأرسلت الولايات المتحدة مجموعتين من حاملات الطائرات.
وإستدعت وزارة الخارجية الصينية السفير الأمريكي لدى الصين، نيكولاس بيرنز، للإحتجاج على زيارة بيلوسي. وقالت وزارة الخارجية الصينية: (أولئك الذين يلعبون بالنار سيهلكون بها). بينما توقع المتحدث بإسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي أن تواصل الصين الرد على مدى أفق أطول أجلاً حتى بعد إنتهاء زيارة بيلوسي لتايوان.

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق