رأي

الهندي الريح يكتب: التسوية الثنائية ومبارزة الموت

*الهندي الريح*
إن وقّع البرهان علي التسوية السياسية الثنائية مع قوي الحرية والتغير (المجلس المركزي) يكون قد وقَعَ في الفخ ويكون كالساعي لحتفه بظلفه وكالجادع مارن أنفه بيده ، والبرهان يعلم علم اليقين أن قحت ظلت تنصب له الشراك وتحيك له المؤامرات منذ أمد بعيد وحتي من قبل نجاح الثورة فقد أختير لهذا الدور وظهر إسمه قبل أن يتلو (إبن عوف) البيان الأول وذلك ليجتازوا به حاجز التغيير ويسقطوه بعدها في أقرب منعطف .
البرهان يعلم أن بينه وبين من يريد أن يوقع معهم سجل حافل بالخيانة والغدر والتربص ، وهم كذلك يعلمون أن البرهان لا يؤمن شره وقد فجعهم من قبل وأوردهم المهالك (الشاة تعلم أن الذئب يأكلها ،،، والذئب يعلم ما في الشاة من طيب ) ورغم أن كل طرف يعرف نوايا الطرف الآخر وأن كل واحد يتربص بالآخر الدوائر رغم ذلك يصرّان أن يلعبان لعبة مبارزة الموت التي تنتهي بموت أحدهما أو كلاهما معاً .
لن تنسي قوى الحرية والتغيير (المركزي) للبرهان أنه أطاح بهم وسفه أحلامهم وأودعهم غياهب السجون ، كما لن ينسي البرهان أن (قحت) هى من إستقدمت (اليونيتامس) هذا الكرباج الأممي المرفوع في رأس البرهان يؤرق مضجعه ويقيد قراراته وحركته .
إذاً فالمعركة هذه المرة فاصلة بينهما فقد ملّ كل واحد منهما النزال كما صرح بذلك محمد الفكي القيادي ب (قحت) حين قال لم نستطع التخلص من البرهان لذا لجأوا لطريقة أخرى ناعمة موادعة وهي وضع السم في الدسم ووعود بحصانات زائفة يبيعون بها دم الشهداء ، وكذلك لم يستطع البرهان التخلص من فزاعة الشارع الثوري التي تستخدمها قحت للترهيب رغم إنحسار الشارع .
في هذه المعركة الفاصلة تم تحديد خطة واحدة لكليهما وهي أن يجرد كل واحد منهما الآخر من عناصر القوة التي لديه ليقاتل أعزل فيسهل الإنقضاض عليه ، قحت إن وقع معها البرهان علي تسوية ثنائية تكون قد أفقدته وجردته من دعم (الجيش) الذى لن يقبل بتسوية تنتقصه وتريد تصفيته وتجريده من موارده حتي وإن جاءت مبرأة من كل عيب ، وكذلك إن وقع البرهان مع (قحت) يفقد سند قوى وطنية عريضة تمثل السواد الأعظم من السودان متمثلة في كتلة نداء السودان ، والحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية، وكتلة الحراك الوطني ، وكل الأحزاب السياسية
المؤيدة للخط الوطني والمؤازة للجيش ، ويفقد غالبية الشعب السوداني الوسطي الملتزم بسماحة الدين الإسلامي من غير غلو ولا تطرف.
وأكبر ما سوف يفقده البرهان هو ولاء الحركات المسلحة التي وقعت علي سلام جوبا وربما يضطرهم هذا الإتفاق الثنائي للرجوع للغابة بعد أن وضعوا السلاح وإنخرطوا في المجتمع السياسي المدني بكل صدق.
أما (قحت) فسيفقدها هذا الإتفاق مع المكون العسكري آخر كرت فضل في يدها وهو (لجان المقاومة) والتي رفعت شعارات واضحة لا تسمح بالتفاوض مع (الإنقلابيين) وتأنف أيديهم أن تصافح يد من تلطخت يده بدم الثوار قبل القصاص .
إذا كلا أطراف التسوية خاسر وإن كانت خسارة البرهان هي الأوضح فهو ليس مضطرب ليخسر كل هذا في حين ان (قحت) هي خارج السلطة الآن وتريد أن تحقق فوزا في الزمن الضائع .
يتضح من كل هذا أن الخاسر الأكبر من هذا الإصطراع هو السودان وإن هذه التسوية الإقصائية ما هي إلا ملهاة ماكرة تريد أن تجر البلاد الي إحتراب أهلي و فوضى وإنزلاق أمني تمهيدا لتحقيق أجندة خارجية معروفة منذ أمد بعيد يراد منها تقسم السودان وها قد وجدت ضالتها في هذه الأطراف التي لا ترعى لهذا الوطن حرمة ولا تريد له خيرا ، ولكن لا زال الأمل معقود علي عاتق القوى الوطنية أن تقاوم هذا المخطط الماكر وتفشل هذه المؤامرة الدولية الكبري .
والله من وراء القصد

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق