رأي
عمر محمد على ترتوري يكتب: حباب التسوية السياسية أذا صدقت النوايا وصحت العزائم
الحديث فى مجالس السودانيين هذه الأيام الذين إعتادوا على تناول السياسة وحتى فى صيوانات العزاء وامام ستات الشاى وحتى الذين اعتادوا الجلوس امام منازلهم فى الأمسيات كل أحاديثهم تصب فى موضوع الساعة وهو عن قرب التوصل إلى تسوية سياسية بين العسكر وقوى إعلان الحرية والتغيير ، وكلهم بين مصدق ومكذب ولكن بالمقابل جلهم مع التسوية السياسية التي قد تنتهي بتوقيع إعلان سياسي، يعقبه تشكيل حكومة مدنية كاملة الدسم على مستوى مجلسي السيادة والوزراء .
فى نظرى ان هذه التسوية يجب أن تتم وفى أسرع وقت ممكن لأن بلادنا غارقة منذ 25 أكتوبر من العام الماضى حين فرض الجيش إجراءات استثنائية وحل الحكومة السابقة، في ركود سياسي واقتصادي، اثر على رجال الأعمال والموظفين والحرفيبن و العمال والمزارعين بل على كل بيت وحتى ستات الشاى ، لذلك نتمنى حلاً سياسياً
مقبولاً يؤدي لطي صفحة الانقلاب كلياً، وتأسيس سلطة مدنية كاملة، وينأى بالمؤسسة العسكرية عن العمل السياسي ويقود لجيش واحد مهني وقومي وفقاً لاصلاحات شاملة محددة المواقيت والاجراءات، ويخاطب قضايا العدالة بصورة منصفة وشاملة، ويفكك نظام ٣٠ يونيو ١٩٨٩، ويقود لإنتخابات حرة ونزيهة ليتمكن الشعبمن التعبير عن إرادته الحرة وإختيار ممثليه بصورة نزيهة وشفافة لا كمثل إنتخابات العهد البائد .
نعم الإتفاق الإطارى سيوقع برغم العراقيل من قبل منسوبى النظام البائد والفلول وغيرهم ولكن تبقى الكلمة النهائية للشارع السودانى المشهور بالقوة تجاه أي تسوية يجرى السير بها ، ولكن بالمقابل أرى أن هذا التفاهم كسب جمهوراً كبيراً في الشارع، والسبب يرجع عن كونه يحظى بدعم أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات ولكن بالمقابل أتمنى من قوى الحرية والتغيير ان تشارك بهذه التسوية باقي المكونات السياسية والشعبية التى لم تكن ضمن الفلول و الإنتهازيين ، حتى تضمن المزيد من التوافق حولها، ما يمكن أن يمثل أداة ضغط قوية على العسكر لأن العسكر والحق يقال : غير مضمونين، ولكن بالمقابل العسكر انفسهم هم من طلبوا التفاوض ووافقوا على تشكيل حكومة مدنية.
كلنا نترقب أن يعلن الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قرارات قوية لتهيئة المناخ تمهيداً لتوقيع هذا الاتفاق السياسي ونتمنى ان تنقل السلطة إلى المدنيين خلال فترة انتقالية محدده وتنتهي بإجراء انتخابات «حرة ونزيهة .
ختاماً :
نتمنى أن يصدق العسكر هذه المرة وسنرى في النهاية إن كانوا صادقين أم لا !!!
وفى النهاية الشارع السوداني هو الضامن لما يحدث الآن و في المستقبل و المعادلات السياسية تتشكل بموجب توجهاته وهو يتسيد الموقف ويحدد البوصلة التي تسير عليها الأحزاب أياً كانت توجهاتها وله اليد الطولى في ترجيح ميزان القوى، أنه الشعب السودانى القوى الذى يخرج للشوارع، و لا بديل لمطالبه في العيش الكريم والحياة الحرة التي تليق بالإنسانية، بعيدا عن العزلة الخارجية .
[ عمر ترتورى ]