رأي
د. ياسر محمود يكتب من الصين: المنتخب الوطني المغربي يقدم فرض الكفاية
لا جدال في ان كل الدول والشعوب لها حرية معتقداتها الخاصة بها، ولكل أمة عباداتها ، ويبقى الاحترام المتبادل ، و التسامح والتفاهم المتبادل سائدا بين شعوب الارض.
هكذا ممكن ان نتعلم عبر الرياضة والفعاليات الثقافية العالمية.
علمتنا الرياضة انه لا يحق لأحد تقييم معتقدات الآخرين ، وتبقى الحريات الدينية مكفولة للجميع، ولا يمكن أن يتدخل كيان او انسان في معتقدات الآخرين ، فليقف الاحرار بحزم ضد التمييز و أتباع عقيدة معينة قسرا.
عندما يوصم المجتمع المسلم هكذا جملة وتفصيلا بالإرهاب ، تزداد قوتهم الروحية وتُقوي عزيمتهم صلواتهم، هذا ما علمتنا له الايام. لقد أصبحت هوية المسلمين واحدة مع موقفهم المنتصر ، ولم يعد عليهم المراوغة أو الخجل ، وبالذات في هذه اللحظة نراهم يقفون بفخر في قلب المسرح العالمي.
في قلب ساحة كرة قدم جديدة ، لم تعد كرة القدم “ثقافة هامشية” ، ولم يعد يُنظر إليها على أنها دعوة للهو و ركل الكرة يمينا ويسارا. على العكس من ذلك ، فهي رياضة نقية للغاية – إنها كالصلاة الطيبة بين الناس الطيبين ودعوة يتردد صداها في سماء ليالي الظلام الماضي ، و سيظل الاسلام المعتدل بهذه “الهجمة” المغربية المرتدة يلهم اللاعبين الشباب لاحراز أهدافهم الشخصية و تحقيق احلام امهاتهم وطموحات بلادهم.
شكرا للدوحة القطرية الفيحاء، شكرا للمنتخب المغربي، فقد بذر بذرة صالحة على ارض خضراء ممتدة لكل ارجاء القرية العالمية، بذرة ستنبت بشكل فعال شجرة وارفة الظلال ضد “الإسلاموفوبيا”. لقد ارسى لنا كأس العالم في قطر قواعد اللعب النظيف بمرونة جديدة وقوة إرادة لهذه المجموعة تمهيدا لتاريخ يواصلون في كتابة سطوره بكل ثقة واحترام و حب وسلام لهذا الجيل وللجيل القادم.