رأي

عمر محمد على ترتوري يكتب: الصحة يا وزارة الصحة

اتصل بى بالأمس أحد الأصدقاء ، وفاجأنى بأنه سيسافر غداً متوجها للقاهرة من أجل علاج إبنته ، وعاجلته بسؤال لماذا لا تعالجها هنا بالداخل بدلاً من السفر وتعبه وارهاقه الجسمانى والمادى فقال لى بالحرف الواحد :
أنه لا يثق بأطباء البلاد ولا بمستشفياتها، وذلك لأن هنا فى بلدى قصور في والتخصصات النادرة عموماً بالإضافه لإنتشار التشخيص الخاطئ والأخطاء الطبية في مستشفياتنا ، وبعد أن تشاورنا انا وزوجتى رأينا أن الأفضل نسافر بإبنتنا لمصر !!!
الحقيقة المره ليس صديقى فحسب بل كثيرون يسافرون من أجل العلاج بالخارج و يندر أن تقلع طائرة متّجهة إلى مصر من مطار الخرطوم، من دون أن تحمل ركّاباً في حاجة إلى العلاج .
أنه لشئ عجاب وأتعجب أن ينفق السودانيون في العلاج بالخارج ما يكفي لتشييد أعظم المستشفيات هنا في الخرطوم وأمدرمان وبحرى بل جلب أفضل الأطباء من كل الجنسيات في كل التخصصات ، ولكن هذا يرجع كله للسياسات الخاطئة .
زرت قبل فترة أحد أقربائى بمستشفى حكومى وهو كان قبل إغترابى اى قبل إنقلاب البشير كان صرح صحى عظيم يشار إليه بالبنان ، ولكننى وجدته فى حالة يرثي لها ، شح كبير في الدواء، وندرة في أدوات الاسعافات، وللأسف المستشفى يفتقر لسيارات الاسعاف وحتى النقالات التي ينقل عليها المرضى من خارج المستشفى عددها بسيط ولا تكفى والمصيبه حتى السرائر معدومة ، ويترتب على ذوي المرضى جلب سرير من المنزل لنقل مرضاهم ذوى الحالات الحرجة .
لاحظت أيضا أن أهم الأجهزة الحيوية في قسم الطوارئ بالمستشفى معطلة، والمصيبة أن المريض يدفع ثمن كل إجراءات التداوي من شراء الإبر الفارغة، مروراً بالشاش، وقيمة الفحوصات المعملية وصور الأشعة وغيرها ، حينها تذكرت قبل ان تنقلب الإنقاذ او الأتعاس كما يحلو لصديقى الإسلامى باشمهندس اسامه مبارك ، حيث استلم هؤلاء الذين يسمون انفسهم إنقاذيون الحكم فشرّدوا وقتلوا ونهبوا وغيبوا الدولة والاقتصاد والسياسة والأمن والطمأنينة ، وحتى العلاج فى المستشفيات العامة جعلوا له رسوم بمعنى العلاج لمن يدفع والذي لا يملك الثمن ان شاء الله يموت .
زمان قبل الأتعاس اقصد الأنقاذ ونحن شباب عاصرنا نعمة العلاج المجاني في المستشفيات الحكومية ، تقابل الطبيب فيكشف عليك كشف دقيق ويحولك للمعمل لزوم التحاليل و من ثم الأشعة و عندما تأتيه بالنتائج يكتب لك الدواء المناسب وان إحتاجت حالتك للتنويم فينومك فى المستشفى واكلك مجان وعلاجك مجان اى والله .
بعد الثورة المجيدة وقبل إنقلاب البرهان عليها ، إستبشرت بالدكتور الثائر وزير الصحة آنذاك ، د. أكرم التوم الذي سعى بكل ما اوتى من قوة إلى إعادة العلاج المجاني ولكن للأسف وقف كثير من زملاء مهنته ضده لأنهم مستفيدين من عياداتهم الخاصة وما أدراك ما التحاليل والمعامل والإتفاقات الخاصة بينهم .
ختاماً :
متى يأتى اليوم الذى فيه تكون مستشفياتنا مثل مستشفيات السعودية التى فيها تتكفل وزارة الصحة في حال تحويل المريض للعلاج خارج منطقة إقامته داخل المملكة أو خارجها ، بنفقات المرضى ومرافقيهم خلال مدة العلاج !!
ننتظر فرج الله الشافى المعافى الكافى ونعم بالله .

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق