رأي

محمد عبدالله الشيخ يكتب: قرية (( بني شكو )) أيقونة الزمن اللديح

عندما يكون الحديث عن قيم الإيثار والشهامة وسند الضعيف فنحن في صدارتها علي مستوي المنابر والخطب والقوافي لياتي سقوطنا المدوي عند أول منعطف إنساني تمثله صورة لعيادة قرية( بني شكو) نعم عيادة بكل ماتعني به العيادة من تقديم خدمة للاستشفاء نعم صورة عيادة قرية (بني شكو) التي ارسلها الصديق الناشط الاعلامي واسع الاطلاع بقضايا اهله في إقليم النيل الأزرق الأخ محمد صالح عمر خبير الصورة المرفقة مع هذا المقال حتي يسعف القاري الكريم خياله بنموزج من حياة الشح والعدم في جزء من هذه البلاد ولعل المضحك المبكي لصورة( العيادة )مجازا المحمولة علي قوائم من الحطب وفروع الأشجار يصعد عليها عدد من شباب القرية لتظليلها بالحشائش من وهج الشمس وصقع البرد حتي تكون مهياة لاستقبال المرضي من اهل القرية والقري المجاورة نعم المبكي حقا ان هذا يتم بالنفير والعون الذاتي بالاستفادة من ماجادت به طبيعة المنطقة من المواد المحلية ((الحطب والقش)) وخيرا فعل اهل هذه القرية وهم يحاولون التغلب علي واقع زمنهم اللئم اللديح ويوقدون شمعة بدلا من اللعن وسب الحال فهم لا عهد لهم بالوقفات الاحتجاحية والتظاهر ليسمعهم احد فقد ظلوا وكثيرون أمثالهم مسوق ومبرر للحروب وحمل السلاح حتي اذا وضعت اوزارها محمولة علي أكف الاتفاق ظلوا ينتظرون نعيمها بعد أن عاشوا جحيمها ولعل الأمر والانكا في أمر هذه القرية انها تقع في وحدة كرن كرن الإدارية بمحافظة الكرمك وهي اكثر المناطق استقرارا وتمثل مورد ايرادي عالي لكل الوحدات الايرادية الحكومية بالمحافظة لكنها الأكثر ترديا وظلما ونقص لدرجة العدم في كل النواحي الخدمية من مياه وصحة وتعليم الا تلك اللافتات التي تقف تقاوم الطبيعه القاسية بعد أن نصبتها واحدة من المنظمات توثيقا لمشروع قضي أجله وصار أثرا بعد عين لمضخة مياه اومدرسة اساس تنقصها كل مقومات العملية التعليمية لان أهلها لم يعرفوا عرض حالهم الي مسؤل عشمهم في زيارته كمن يتمنى رؤية طائر العنقاء وتظل أحلامهم كذبا وامالهم سراب حين يستقبلون بالبشر دخول عربة حكومية عسي ان يكون بها من يمدون الية جراحاتهم المزمنة
لينطبق عليهم قول الشاعر محمد الحسن سالم حميد
قدر مانشوفلنا مسؤليين
او خواجات نجري نمد
جرحاتنا عليهم
ترطن ترجع ذي ما جات

ليتاي القرار بعد الياس والقنوط بأن يلجاوا الي المتاح الذي تمثلة الراكوبة ((العيادة)) التي يخجل ادني مسؤل في الدولة ان يقص شريط افتتاحها في منطقة حباها الله بكثير من الخيرات في ظاهر أرضها من الغابات وثمارها والفواكه والخضر والحبوب ظلت مورد للدولة لايصلح منة شيء لأهله لتقف وحدة كرن كرن شاهد علي القصور وسؤ التدبير الإداري الذي عجز عن تسخير امكانتها لصالح انسانها في مناطق لم تكن شديدة الوعورة او قاسية التضاريس بمايمنع ويحول دون ذلك فالطريق الذي قيض الله لنا المرور به الي تلك المناطق من دندرو الي دقلوك وقمبردة الي بلنق رئاسة الوحدة الإدارية طريق سألك ومعبد والمنطقة بها ما يؤهلها كمورد سياحي اذا وجدت الترويج والتسويق والتفكير خارج الاطر التقليدية التي لم تفتح علي احد الولوج الي عالم الميديا ووسائطه المتعدد لمناشدة اهل الخير لتمويل مشروع مشفي يليق بالإنسان بدلا بذل الجهد واعمال الفؤس والمراجل لقطع الأشجار والحدائق لتشييد(( عيادة)) لاتقوي علي مقاومة عوامل الطبيعة في تلك المناطق ولا تصلح لمعالجة مريض بنزلة برد هذا ان وجدت ممرض او معاون صحي ليشكل المشهد إدانة لضمير المسؤلية وواجبها ويعلي من حالة الاحساس بالتهميش وتزداد حالة الياس والاحباط
كما قال الشاعر عبدالعزيز المقالح
أعلنت ياسي للجميع
وقلت انني لن اختبي
هذا زمان للتعاسة والكابة
لم يترك الشيطان منه مساحة للضوء
او دمعة للتزكار والمحبة والصبابة
أيامه مغبرة وسماؤه مغبرة
ورياحه السوداء تعصف بالرؤس العاليات
وتزدري التاريخ تهزأ بالكتابة
انا لست لي وطن افاخر بإسمه
واقول حين أراه يحيا الوطن

وطني هو الكلمات والذكري
وبعض من مررات الشجن
باعوه للمستثمر وللضيوف وللحروب
ومشت علي اشلائه
زمر المناصب والمذاهب والفتن
نعم حتي لا نصل لهذه الحالة من الياس فهذه جراحات وامال وآلام مشروعة تنادي ضمير الإنسانية فينا جميعا مسؤليين وخييرين لناخذ بيد هذه القرية ومثيلاتها ليبقى الأمل معقود عليك الاستاذ جمال محمد ناصر وزير صحة بالإقليم والسيد محافظ الكرمك لانصاف هذه القرية والأخذ بيدها والأمل والرجاء معقود علي اهل الخير والبر وتكلفة مشفي صغير في هذه القرية لاتزيد عن تكلفة علاج شخص واحد في المستشفيات الأوروبية

الوسوم

أحمد حسين محمد

رئيس التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق