رأي
✍️عمر محمد على ترتوري يكتب: تباً للإستقلال بدون أمن وأمان
✍️عمر محمد على ترتوري يكتب
تباً للإستقلال بدون أمن وأمان
تباً للإستقلال عندما يكون بدون أمن المواطن الشامل الذي يحفظ كرامته ويحقق رغباته ويحفظ ماله ووقته وجهده ويحترم خصوصياته ويصين عرضه .
منذ عام ١٩٥٦م ونحن مستغلين وليس مستقلين والدليل حالنا يغنى عن سؤالنا ، وطن حدادى مدادى كان بعد ذهاب المستعمر يرتجى أن يكون نموذجاً للدول الأفريقية والعربية ، ولكن خاب ظننا فالسودان فى تدهور وتخلف في جميع مناحي الحياة والسبب هو الحكومات المتعاقبة للأسف لم تهتم ببناء وتطوير الدولة ومؤسساتها بقدر ما عملت على تدعيم نفوذها فكان الدمار هو العنوان .
على حسب علمنا من الآباء والاجداد أن الخرطوم كانت كلها ثقافه ومثقفاتيه و مظاهر الثقافة واضحة للعيان حيث تجلت في كل مكان في الخرطوم آنذاك، حيث المكتبات ودور السينما ومنتديات الأدب والأمن مستتب لا سرقات ولا تهديد ولا تسعات طويلات ولا حركات نهب وتسليح بل كانت الطمأنينة تلون الخرطوم في كل شيء والدليل صور الشوارع النظيفة الخالية من الزحمة، و السلوك الراقى الذى كان سائدا آنذاك عن فترة قبل الإستقلال .
يقولون أن الناس كلهم بدون إستثناء يتحلون بالأخلاق والأمانه والإسلوب الراقى ولكن بعد الإستقلال أتانا إستغلال وليس إستقلال وبسببه اضمحلت الحياة الفكرية الثقافية و تدهور المنتوج الفني والإبداعي وحتى الألفاظ كلها شوارعيه شماسيه وبتلك الكيفيه أصبح المخزون المعرفي والثقافي والوجداني للفرد معدوم .
نعم الحال يغنى عن السؤال والبلد للخلف دور ( ماشى لى وراء ) والدليل حال السودانيين وهم منتشرون في كل بقاع الدنيا ومن لم يستطع منهم خروجاً من أرض الوطن أصبح بين لاجئ في بلدان تستضيفه معسكرات اللاجئين نسبة للفقر والجوع والبطالة فى بلد كان موعوداً بأن يكون سلة غذاء العالم .
بلد حدادى مدادى يمتلك موارد طبيعية فيه ستة أنهار وارض خصبة وهو يفترض يكون سلة الغذاء فى العالم حيث يستطيع إطعام نصف الكرة الارضية ولكن سوء الادارة والحكومات المتعاقبة المتخلفه والكل يريد أن يلغف ويلهط ويأكل فأين الإستقلال !!!
تهنئة فى الفاضى وعطلة رسمية وكأننا بعد الإستقلال الآن فوق هام السحب ، وسبحان الله يصادف بداية العام الميلادى الجديد من كل عام فالتهنئة نسوقها ببداية العام الميلادي الجديد ونقول جعله الله عام خير و إستقلال حقيقى لأن الاستقلال ليس هو مجرد خروج الجيوش والادارة الأجنبية، بل الإستقلال الحقيقى هو أن يتجسد في إنجازات ملموسة تنتظم كل أوجه حياتنا ، بناء دولة حديثة و إقتصاد متعافى و إنجازات متعدده ووحدة وطنية، وإستقرار سياسي و سلام، تنمية اقتصادية وكل ذلك بدون تأثير من الخارج على سياستنا هذا هو الإستقلال الحقيقى وغير ذلك يتحول لإستغلال و قتل وتنكيل وعصابات وضرب في الشوارع وفوضى فى الأسواق وطرق وعرة ، حفر ومطبات و عدم أمن وأمان .
ختاماً :
فالنغنى كلنا بصوت عالى يجيب الطاش :
اليوم نرفع راية إستقلالنا
ويسطر التاريخ مولد شعبنا
يا اخوتي غنوا لنا – غنوا لنا
يا نيلنا ويا أرضنا الخضراء يا حقل السنا
يا مهد أجدادي ويا كنز العزيز المفتدى
[ عمر ترتورى ]