رأي
عمر محمد على ترتوري يكتب: قم للمعلم وفّه التبجيلا
هل إنتهت مقولة : (من علّمني حرفاً صرت له عبداً) !!!
حقيقة نحن لا نريد من أحد أن يكون عبداً لأحد إلا لله عز وجل ولكن كل ما نريده هو أن لا يكون أول سهم يرميه الطالب على من علّمه الرماية، وأن لا يكون أول قرار مجحف يصدره السياسي على من علمه أبجديات الحرف، وصنع مجده، ووضعه حاكماً على البشر .
كل الحكومات المتعاقبة للأسف لم تعط المعلم حقه وهو مظلوم مهضوم الحقوق، تسند إليه أعظم المهام وأخطرها، ثم لا يكافأ عليها .
المعلم يعمل في جو من الكفاح والتعب لا مثيل له، وهو يبث علمه الغزير في جود وسخاء كالشجرة الكريمة تجود بالعطاء في غير منّ ولا استعلاء، ويفترض مكافأته بأبسط الأشياء وهو أن يعيش مكرما وفى سكن خاص توفره له الدولة ولكن !!!
هذه الأيام وقبلها أعلن المعلمون إضرابهم ومعهم حق فنتمنى أن تكون نقابة المعلمين بعثت بالمظلمة للجهة المحددة صاحبة القرار !!!
بالمقابل اقول للمعلمين وهم أدرى أن سوداننا حاليا بلا حكومة منذ أكثر من عام أى خارج نطاق الشبكة إن صح التعبير، فمعناتو مافى وجيع وبالتالى :
لقد أسمعت لو ناديت حيا ،، ولكن لا حياة لمن تنادي .. ولو نار نفخت بها أضاءت ،، ولكن أنت تنفخ في الرماد .
كنت أتمنى نجاح الثورة ومن ثم تأتى حكومة منتخبة إنتخاب حر وبرلمان شرعى وساعتها يقولها الرئيس كما قالتها فكتوريا ملكة إنجلترا عندما سُئلت عمّن يحتل أخطر مركز في الدولة، فقالت : هو بلا شك رئيس الحكومة، ولما سئلت عمّن يليه في المنزلة قالت: ذاك المعلم، فنعم القول، ونعم القدر ، ونعم الثقة ولكن أين نحن
لا تزعل عزيزي المعلم، كل التقدير لك على ما أنفقت من وقت وجهد، ومثابرة شاقّة، فلم يقتصر دورك على إعطاء الدرس، بقدر ما كان هو غرس محبة العلم في النفوس .
ختاماً
كسروا الأقلام هل تكسيرها يمنع الأيدي أن تنقش صخرا قطعوا الأيدي هل تقطيعهـا يمنع الألسن أن تنطق شعرا أسكتوا الألسن هل إسكاتها يمنع الأعين أن تنظر شزرا أطفئوا الأعين هل إطفاؤها يمنع الأنفاس أن تصعد زفرا.